رئيس التحرير
عصام كامل

مواد محرمة دوليا في أدوية التخسيس.. مغامرة لمحررة «فيتو» تكشف المستور.. الأزمة القلبية والجلطة الدماغية آثار جانبية لـ«السيبوترامين».. و«تربو سليم» غير مرخص من الصحة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«وصلت تاني كبسولات تربو سليم عملاق التخسيس الأسترالي.. الكبسولة السحرية اللي بتخسس من 10 - 12 كيلو شهريا من غير جيم ولا دكاترة ولا أدوية ولا حقن.. وكمان 100% طبيعية وملهاش أي آثار جانبية ولا أضرار».. بتلك الكلمات بدأت صفحة «تربو سليم» الدعاية لمنتجها على صفحة «فيس بوك»، بمجرد وضع هذا الإعلان انهالت عشرات الفتيات على الصفحة لشراء المنتج من أجل حلم النحافة، لكنهن لا يعلمن أن «السم دس في العسل»، فالعقار الذي يتهافتن عليه سيكون طريقهن للآخرة؛ لاحتوائه على مادة محرمة دوليا.


تحذير رسمي
في منتصف عام ٢٠١٠، أطلقت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة، بيانًا رسميًا، حظرت فيه دخول أي أدوية مستوردة تحتوى على مادة تسمى «السيبوترامين»، خاصة بأدوية التخسيس المستوردة، لكونها تتسبب في أمراض مزمنة وأزمات قلبية وجلطات دماغية.

أعقب بيان الصحة، تحذير رسمى من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» في ١٦ أكتوبر عام ٢٠١٠، حظرت فيه استخدام مادة «السيبوترامين» -التي وصفتها في بيانها الرسمى بـ «القاتلة»- في أدوية التخسيس.

٧ أعوام مرت على تحذيرى «الصحة» و«FDA»، ورغم ذلك لا تزال مادة «السيبوترامين» القاتلة تدخل في صناعة أدوية التخسيس المستوردة.

مصرع فتاة
"س. م" واحدة ضمن عشرات الفتيات التي خدعها العقار، وقررت الاتصال بالرقم الذي حملة الإعلان لتشترى عبوة من الدواء مقابل 350 جنيهًا، حلم أن تصل إلى الوزن المثالى لها بعد أن بلغ وزنها 80 كيلو جراما، تحول لكابوس بعد أن توقف قلبها بسكتة قلبية، عقب تناول 10 أقراص من الدواء.

مرت خمس دقائق فقط حتى شعرت بوخزة في قلبها، وبدأ الألم يزداد تدريجيا وتغيرت ملامح وجهها، ثم صرخت وسقطت مغشيًا عليها قبل أن تلفظ ألفاطها الأخيرة متأثرة بسكتة قلبية.

الحالة السابقة لم تكن الوحيدة، فقد تواصلنا مع 3 حالات أخرى، ماتت إحداها بينما أصيب البعض الآخر بأعراض جانبية كارتفاع درجة الحرارة والقيء.

غير مرخص
الدكتور «إسلام زينة»، عضو تيار الإصلاح المهنى للصيادلة، أكد لـ «فيتو» أن عقار «تيربو سليم» ومشتقاته غير مرخص من قبل وزارة الصحة، لهذا يتم بيعه عبر الإنترنت، وبعض الصيدليات تبيعه، ولكنه مهرب من الخارج.

حسب المعلومات الأولية المتداولة عن مادة «السيبوترامين» فهى تستخدم لإنقاص الوزن، وصدرت منها أدوية خاصة بنفس الاسم، تعمل من خلال تأثيرها المحفز في مستقبلات «الدوبامين» داخل الجهاز العصبى المركزى وخارجه، وتقوم بتثبيط الإحساس بالجوع من خلال التأثير في الجهاز الهضمي والجهاز التحفيزي في الجسم.

ومادة «السيبوترامين»، تمثل أشهر المواد التي تستخدم في أدوية التخسيس بشكل عام، لا سيما المستوردة، لكونها تعطى إحساسًا بالشبع وتلعب على النواقل العصبية في الجهاز الهضمي.

الآثار الجانبية
إلا أن لها نوعين من الآثار الجانبية، الأول الموت بسكتة مفاجئة، والثانى هي الأعراض التدريجية بالرعشة وخفض ضربات القلب ونشفان البلعوم والهذيان والضعف أحيانًا، وارتفاع الحرارة، والقيء، والتعرق.

تواصلت محررة «فيتو» مع عدد من أصحاب الإعلانات الموضوعة على صفحات «فيس بوك»، لتتوصل لحقيقة وجود مادة «السيبوترامين» بعقار «تربو سليم».

«تربو سليم موجود العلبة بـ300 جنيه لو عاوزاها، بس فيه منتجات حديثة لها نفس التأثير منها «أب سليم» سعره 350، وفيه نفس المادة الفعالة المستخدمة في تربو سليم».. هكذا بدأ حديثه «مارك أ.» حديثه لـ«فيتو». موضحًا أن منتج «أب سليم» و«تربو سليم» هما أشهر أدوية التخسيس في الوقت الحالي، ولهما فاعلية كبرى، ويتم استيرادهما من أستراليا.

«كم عمرك، هل تعانين من الضغط أو مرض في القلب أو السكر؟».. جميعها أسئلة وجهها «مارك» لمحررة «فيتو» لمعرفة حالتها الصحية، مشيرًا إلى أن هذا الدواء وجميع أدوية التخسيس المستوردة حديثًا تحتوى على مادة «السيبوترامين»، ولها بعض الآثار الجانبية لهذا يفضل ألا تكون الحالة مصابة بأى أمراض.

مغامرة
حملت محررة «فيتو» اسم العقار الجديد «أب سليم» و«التربو سليم»، وتوجهت بهما إلى مجموعة من الصيدليات بمنطقة وسط البلد، لتسأل عن مدى توافرهما.

المحطة الأولى كانت صيدلية «د. ل»، إحدى الصيدليات الشهيرة بشارع 26 يوليو، وعندما سألت المحررة عن «تربو سليم» ذكرت الصيدلانية أن العقار غير متوفر، ولكن البديل له «AB Slim»، وله نفس التأثير ونفس المادة الفعالة وسعره ويباع بسعر 179 جنيهًا للعبوة الواحدة.

وفي صيدلية أخرى أيضًا بشارع 26 يوليو بمنطقة وسط البلد، وبمجرد البحث عن اسم العقار الجديد ستجد بيانًا من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء، بتاريخ 3 يونيو 2015، تحذر فيه من استعمال منتج «أب سليم» بعد تحليل عينة منه لاحتوائه على مادة Sibutramine” للمستحضر، وهي مادة دوائية محظورة لعدم ضمان أمانها.

من جانبه أكد الدكتور محيى الدين البنا، أستاذ جراحة السمنة بكلية الطب جامعة عين شمس، الأدوية الخاصة بالتخسيس في السوق يوجد منها مستحضرات غير دوائية حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة، باعتبارها مكملات غذائية، ومنها أدوية تصنعها شركات أدوية، منها النوع الأكثر شهرة “أورليستات”.

التفكير في الانتحار
وأشار إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية تمت الموافقة من قبل هيئة الدواء الأمريكية على أربعة أدوية جديدة لعلاج السمنة ثبت أن لها فعالية، إلا أنها ليست كبيرة، وأحسن نتيجة تعطيها للمريض هي انخفاض الوزن لــ5% فقط من الوزن الكلى وبعضها له آثار جانبية، فضلًا عن أن لها مدة استخدام يجب ألا تزيد على 3 أشهر، وبعضها لا يزيد على 6 أشهر، مؤكدًا أن عقارًا منها أُلْزِمت الشركة المنتجة له بأن تكتب داخل النشرة الداخلية بأنه يجعل المرضى يفكرون في الانتحار.

وأوضح أستاذ جراحة السمنة أن تلك الأدوية غير متوفرة في مصر، لافتًا إلى وجود ما يقرب من 15 دواءً مضادًا للسمنة بعدما توفرت في الولايات المتحدة الأمريكية تم سحبها من السوق بسبب آثارها الجانبية، مؤكدًا أن جميع الأدوية الخاصة بالتخسيس بها خطورة مرتفعة على المريض وغير فعالة، ولن تحقق خفضًا في الوزن سوى 5 كيلو فقط، بخلاف المضاعفات التي يتعرض لها المريض، مؤكدًا أن الأفضل لعلاج السمنة “الريجيم” والرياضة أو الخضوع لعملية جراحية.

الحل في الريجيم والرياضة
وأكد أن السوق تشهد علاجات للسمنة غير فعالة ومرتفعة الثمن وبخلاف الأدوية، يوجد تدخلات بالمنظار منها “تدكيك المعدة من الداخل”، وهى أيضًا غير فعالة تسبب مشكلات بالمعدة، وتليفًا في جدار المعدة، وتتضمن حياكة لجدارى المعدة الأمامى والخلفي، وإذا فكر بعدها أن يجرى المريض جراحة سوف يجد صعوبة.

وأشار إلى أن المرضى الذين يخشون إجراء جراحات يمكنهم اللجوء للريجيم والرياضة بدلا من الأدوية أو الخضوع لعمليات غير متعمدة عبارة عن تجارب بحثية، خاصة مع وجود أنواع لعمليات معتمدة من الجمعية العالمية لجراحة السمنة، ثبت فعاليتها ومعروف مشاكلها، فضلا عن وجود عمليات توقف إجراؤها، منها “تدبيس المعدة” كانت تجرى في مصر، إلا أنها توقفت في مصر لوجود عمليات أحدث منها توفرت.
الجريدة الرسمية