رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اختفاء الـ«Pacemaker» يهدد قلوب أطفال المحروسة.. التأمين الصحي يتهرب من المسئولية بقرارات صورية.. تكلفة العملية تصل لـ 50 ألف جنيه.. وشركتان أمريكيتان تتوليان توريد الأجهزة للسوق

الـ«Pacemaker»
الـ«Pacemaker»

«أمينة».. طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، شاء القدر أن تولد بعيب خلقي "ثقب في القلب"، مثلها مثل مئات الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب، وبعد فترة من الفحص لدى الأطباء تبين أنها بحاجة إلى منظم ضربات القلب المعروف بــ"Pacemaker"، وهو عبارة عن جهاز مكون من مستقبل وبطارية، يمكنها من القدرة على الحياة لتحيي القلب من جديد؛ ليصبح قادرا على النبض.


أحد أقارب الطفلة الذي يتابع مشوار علاجها، تحدث إلى "فيتو"، وقال: بعد البحث في المستشفيات أكد الأطباء ضرورة تركيب الجهاز، ولارتفاع تكلفته تم تركيبه للطفلة من خلال تبرعات أهل الخير، إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فالجهاز يحتاج إلى عناية مستمرة، وكل 6 أشهر يتم شحن البطارية التي توجد بالجهاز؛ لأنها بطارية الموبايل يتم شحنها كل فترة؛ ليكون القلب قادرا على النبض، والبطارية لها عمر افتراضي، حيث تغييرها كل 5 سنوات.

وحسب أطباء، فإن أجهزة Pacemaker ليست فقط للأطفال بل للبالغين، ويحتاج مئات المرضى سنويا من مرضى القلب لتركيبها، إلا أن الأطفال حياتهم تكون أكثر خطرا؛ لأن عدد نبضات القلب أكثر من البالغين.

التأمين الصحي
"التأمين الصحي" الجهة المنوط بها علاج جميع الأطفال مجانا، يتهرب من تلك المسئولية بقرارات صورية، حيث لا يوفر الخدمة بمستشفياته؛ نظرا لارتفاع تكلفتها التي تصل إلى 50 ألف جنيه، ويكتفى بالتعاقد مع المستشفيات الجامعية، منها أبو الريش الياباني أو قصر العيني أو الدمرداش، التي يرسل إليها الأطفال بورقة تعاقد، ويخلي مسئوليته بعد ذلك، وليس له علاقة بقائمة انتظار أو ما إذا كان الجهاز متوفرا بتلك المستشفيات أم لا.

الوضع الحالي داخل المستشفيات يتمثل في عدم توفر تلك الأجهزة أو البطاريات الخاصة بها، ويظل الأطفال على قائمة الانتظار لحين توفير تلك الأجهزة، وفقا للمناقصة التي تجريها وزارات الصحة والتعليم العالمي لتوريد المستلزمات الطبية للمستشفيات، ولم تنته بعد حتى الآن، علمًا بأن كافة البطاريات والأجهزة مستوردة من الخارج، ولا يتم تصنيعها محليا، وهناك شركتان أمريكيتان هما المسئولتان عن توريدها للمستشفيات، وأغلب الأنواع المستخدمة من تلك الشركات.

من جانبه قال الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب للأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، عضو لجنة القلب بالتأمين الصحى: القلب مضخة للدم، وظيفته هي إمداد الجسم باحتياجه من الدم كما وكيفا، من حيث نوعية الدم ومستوى الأكسجين، ولكى يحقق ذلك يحتاج قوة في الانقباض وسرعة معينة في الضربات، وعدد ضربات القلب في الدقيقة يتغير من عمر لآخر، وعدد ضربات القلب في الدقيقة تصل في الجنين إلى 180 نبضة، وعند الولادة 150 نبضة وتقل تدريجيا إلى 70 نبضة للشخص البالغ.

وأضاف: فكرة المنظم تعتمد على أن ضربات القلب تكون أقل بكثير من المعدل الطبيعى لضخ كميات دم للقلب، لذا يلجأ الطبيب لتركيب منظم للقلب لرفع عدد ضربات القلب للمعدل الذي يؤدي للنتيجة ذاتها، والإنسان يمكن أن يحتاج لمنظم أثناء الحمل وهو جنين عند إصابته بانسداد في الضفيرة القلبية قبل الولادة، وهو أحد العيوب الخلقية، وعدم تكوين الضفيرة التي تنقل ضربات القلب من الأذين إلى البطين يؤثر على الطفل من خلال عدم نموه داخل الرحم عند وجود ضربات قلب 100 و50 نبضة، حينها تتم ولادة الطفل مبكرا، وتركيب جهاز بعد الولادة مباشرة، لأنه لو استمر نبضه أقل من 100 يتوفى الطفل، والجهاز عبارة عن بطارية تصدر موجات كهربائية تنشط عضلة القلب، ومستقبل يزرع في القلب من الداخل أو الخارج ويلمس القلب.

الأجهزة

وأوضح أن "الأجهزة لها نوعيات منها ما يناسب الصغار لما يصل إلى 2 كيلو، والجهاز حجمه صغير، ومن أبرز عيوبه انتهاء فترة شحن البطارية سريعا، نظرا لأن الأطفال يحتاجون إلى عدد أكبر من النبضات، وتنتهى البطارية ويتم تركيب بطارية أخرى بديلة، والبطارية تنتهى كل 3 سنوات بينما للبالغين تنتهى عند 5 سنوات.

أستاذ القلب، أكمل قائلا: إن بعض الأطفال يحتاجون إلى تركيب منظم بعد العمليات الجراحية؛ لأن كثيرا من جراحات القلب تكون في مناطق قريبة من الجهاز العصبي للقلب.

وفيما يتعلق بأسعار الجهاز ومسلتزماته، قال: أسعار المنظمات والبطاريات ارتفعت ووصلت الأنواع الجيدة إلى 50 ألف جنيه، تضم السلوك والكابلات، وأقل منظم دائم، تكلفة شرائه تصل إلى 30 ألف جنيه، منها 13 ألف سعر البطارية، و17 ألفا سعر المستقبل، وهيئة التأمين الصحى متعاقدة على تركيب المنظمات في المستشفيات الجامعية ولا تجريها في مستشفياتها، كما أن عملية التركيب تتكلف 12 ألف جنيه ما بين رعاية مركزة، وجراح القلب، ويصل تركيب المنظم إلى 50 ألف جنيه بالجراحة، بينما تقدر قيمتها هيئة التأمين الصحي بــ 3500 جنيه فقط، وفقا لقرار ليس له قيمة، يدفعها للمستشفى الجامعي؛ لذا تطلب المستشفيات الجامعية متبرعين من المرضى، والبحث عن جمعية خيرية أو تجعل المريض يشترى الجهاز من الخارج وتجرى فقط الجراحة.
Advertisements
الجريدة الرسمية