رئيس التحرير
عصام كامل

البتكوين والخطر


البتكوين عملة افتراضية على الإنترنت يتم التعامل بها دوليًا، ويتم تحويل قيمتها إلى العملات الأساسية المتعارف عليها في أي وقت، وهي ليست عملة متداولة عبر البنوك المركزية لها ضمان وقيمة حقيقية يمكننا بها أن نضمن بقاءها، إلا أن الواقع مختلف يهدد بانهيار متتالٍ، لم يكن الانهيار السابق في سعر البتكوين هو الأخير ولكنه الأول.


البتكوين هي عملة يتم المضاربة عليها ولعل الفتوى الأخيرة بتحريم التعامل مع هذه العملة ناتج عن عدم الأمان حيث يدفع الناس حصيلة عمل وتعب العمر للشراء ولا يعرفون إلى أين هم ذاهبون، ولا يعرفون أيضًا ماذا يفعلون إذا أصبحوا وفوجئوا بتلاشي تلك العملة أساسًا، ولم يعرفوا من هو المستفيد.

تداول النقود الافتراضية لا شك أنه يخدم كلا من أصحاب التجارات الممنوعة والتي تتم معاملاتهم خارج نطاق الرقابة المفترضة على عمليات مختلفة من تجارة المخدرات وجرائم غسيل الأموال، ومن هنا فقد أصبح لهذه العملات سوقا؛ لأن المنطق لا يمكن الاطمئنان لوسيلة حفظ للنقود دون أن نعرف من الضامن لها حتى لا نجد أنفسنا أمام سراب.

شهدت المضاربات على هذه العملة الكثير من العمليات خلال الفترة الماضية ومثلها مثل غيرها فإن هناك عملات أخرى افتراضية أتاحت عمولات لكل المسوقين، حيث عرضت عدد 2 وحدة من العملة لكل من يقوم بالتسويق عبر حسابه، وهو ما دفع البعض إلى الإعلان عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي والمهني ليحفزوا الأصدقاء على الشراء عبر الحسابات المفتوحة لهم، وهم لا يعلمون أنهم بذلك يدفعون تلك العملة للارتفاع الناتج عن طلب مدفوع بالضغط في المعاملات، مما تظهر معه العملة بصورة غير طبيعية يحقق منها القائمون على تلك الحسابات أرباحًا كبيرة من جراء تعدد حالات الشراء، التي تمثل طلبًا غير متوقع مدفوعًا بضمان أصدقائهم، وهم في الأساس محل الثقة.

بالتأكيد قد لا يهم البعض الرأي هذا لأن المغامرة لديهم قد تدفعهم للتجربة مهما كانت التحذيرات ومهما كانت الفتاوى لمنع تداول تلك العملات بين الناس، لأن للمغامرة نشوة تدفع البعض للشراء، إلا أن النتيجة هي نفس النتيجة التي يجنيها المغامرون في صالات القمار، حين تدفعهم الأرباح لدفع الأكثر وللأسف تبوء التوقعات بالفشل والنتيجة تكون الخسارة التي يعيش عليها المغامر فيما بعد عندما يتذكر كيف كانت المغامرة قاتلة.

إلى كل من تراودهم أنفسهم للمغامرة على العملات الافتراضية، ولديهم عقل يفكرون به حتى الآن اثبتوا على ذلك ولا تدفعكم روح المغامرة لخسران تحويشة العمر.
الجريدة الرسمية