رئيس التحرير
عصام كامل

«عم رأفت» ورحلة 50 عاما مع الرسم وبورتريهات الشخصيات التاريخية (فيديو)

فيتو

"مسدس بجوار جثة هامدة على قضبان قطار قادم "صورة على واجهة محل تجاري عتيق بإحدى مناطق القاهرة الشعبية، أسفلها عدة لوحات انتهى منها راسمها منتظرًا جذب زبونها أو قدوم حاجزيها لتسلمها؛ ليجلس مرة أخرى على مقعده منهمكًا في التفكير بملامح رسمة أخرى، مع التمتع بصوت مطربي الطرب الأصيل الذي ينساب من مذياع قديم.


62 عامًا عمر رحلة «عم رأفت» عاشق رسم بورتريهات الشخصيات القديمة؛ فيعتبر فن رسم الوجوه وملامح البشر هو من أقدم وأعرق الفنون وأكثرها كلاسيكية، محاكيًا برسوماته ارتباط الماضي بالحاضر بأدواته المتنوعة أملًا أن توازي رفاهة الأغلبية أو أن تسر الناظرين.

احترف الرسم منذ صغره فجسد لوحات لشخصيات تاريخية وإسلامية بارزة وصور لفنانات عرب ومصريات، بجانب تصويره لواقع البيئة المحيطة التي تصور ثقافة وتقاليد وأعراف الشعب قديمًا، ويقول معتزًا بموهبته: "الرسم مهنتى وحياتى وعملى من صغرى لحد الآن وأنا بحاول أطور فيها؛ رسمت جميع الشخصيات القديمة كبورتريهة حبًا في ذوقهم الفني وأسلوبهم الذي عاشوا به وظل مخلدًا لذكراهم".

يتطلع «عم رأفت» للبورتريه الموضوع أمامه ثم يبدأ تحديد معالم الوجه باللون الأسود وعن ذلك يقول: "أكتر حاجة حبيتها ف الرسم "الهدوء"، بقعد مركز في الفكرة اللى عاوز أوصلها من خلال رسمتي عشان أطلع حاجة كويسة؛ أدوات الرسم كتير جدًا ممكن أرسم بالطين والجبس بحاول أستغل خامة ملهاش لازمة في إني أطلع بيها رسمة من نوع جديد وطراز فريد".

عشقه للرسم جعله يفكر في إنشاء مدرسة لتعليم الصغار فيقول: "حاولت أبدأ مع أطفال نشء صغير وأعلمهم أساسيات الرسم فبدأت أتعامل معهم بطريقة سلسة وبأدوات بسيطة وغير مكلفة؛ علشان أوصلهم الفكرة بسرعة وبسيبهم يستعملوا فكرهم ودماغهم وفى الآخر أشوف كل واحد طلعلى إيه".

وعن زبائنه وطبيعة ذوقهم الفني وعشقهم للفن يقول: «فن الرسم اختلف بشكل كبير من زمان عن الوقت اللى إحنا فيه، حتى الأدوات كانت بسيطة وسعرها مناسب جدًا لكن دلوقت أسعارها بقت صعبة على أي حد أنه يشتريها أو يجيبها كاملة، والناس زمان كانت بتقدر الرسم وتعب الرسام بخلاف دلوقت».
الجريدة الرسمية