أمين الصحة النفسية: وصمة المرض النفسي «طايلة الدكاترة».. والأفلام القديمة تسخر من الطب النفسي

مصير أرض مستشفى العباسية والنزاع عليها، وقوائم انتظار المرضى وقلة عدد الأسرَّة والعجز في عدد الأطباء النفسيين ووصمة المرض النفسي، كشفت عنها أمين عام الصحة النفسية في حوار لــ «فيتو».. وإلى نص الحوار:


> بداية.. ما خطتك لتطوير مستشفيات أمانة الصحة النفسية؟
- يوجد عدة محاور للتطوير منها إنشاء مستشفيات جديدة في أماكن لا تصلها الخدمة في محافظتى سوهاج ودمياط، وتطوير بعض المبانى القديمة لتقديم خدمة تليق بالمرضى، وكذلك تدريب الفريق الطبى المكون من أطباء وإخصائيين نفسيين واجتماعيين وتمريض لتحسين الخدمة المقدمة للمرضى، والأنشطة البحثية وحملات التوعية لتقليل وصمة الطب النفسى وتسهيل وصول الناس للخدمة، وخفض نسب الإصابات بالأمراض النفسية وأسبابها وعلاجها والتوعية للكشف المبكر عنها والوقاية منها.

> وكم يوجد لدينا من مستشفيات الصحة النفسية في الوقت الحالي؟
- يوجد 18 مستشفى صحة نفسية حاليا تقدم الخدمات، ومن المقرر خلال عام 2018 افتتاح مستشفيين، وفى عام 2019 افتتاح اثنين آخرين ليصبح العدد 22 مستشفى.

> ما عدد أسرَّة المستشفيات فدائمًا هناك اتهام بوجود عجز دائم فيها؟
- لدينا 6754 سريرًا في المستشفيات ولا يمكن زيادة الأسرَّة، ولا يوجد من يخدمها من فريق طبي، ومن المستهدف زيادة عدد الأسرَّة بواقع 200 سرير بمحافظة دمياط و90 سريرًا بمحافظة سوهاج.

> هل يوجد عجز في عدد الأطباء؟
لدينا في مستشفيات الأمانة 824 طبيبًا نفسيًّا فقط، وبالتأكيد لدينا نقص شديد في الأطباء النفسيين، وكثير منهم يسافر للخارج لأنه تخصص نادر ومطلوب في الدول الأخرى، ونسعى لرفع مستوى التدريب والتأهيل للأطباء الموجودين.

> ولماذا لا يوجد إقبال على التخصص؟
لأن وصمة المرض النفسى «طايلة الدكاترة» أيضًا، والأفلام القديمة تتعامل مع الطب النفسى على أنه أمر مضحك ومثير للسخرية، ومن ضمن المشكلات التي تقابلنا هي خوف الناس من جلسات الكهرباء كأننا نعذب المريض رغم أنها علاج مهم لأن الكهرباء تعمل على «تنظيم إيقاع المخ» وليس لها تأثير سلبي.

> سعر التذكرة للكشف في مستشفى العباسية يبلغ جنيها واحدا.. هل ضعف الأسعار يؤثر في مستوى الخدمة؟ وهل توجد خطة لزيادة الأسعار؟
الأسعار لدينا رمزية منذ سنوات، وسعر التذكرة بجنيه في كل المستشفيات، ويوجد خطة مطروحة تحت الدراسة لزيادة أسعار بعض الخدمات.

> ما عدد المرضى المترددين على مستشفيات الأمانة؟
600 ألف مريض سنويا بواقع 50 ألف مريض شهريا، بينما بلغ عدد الأطفال المرضى النفسيين المترددين على المستشفيات 4146 شهريا.

> وكيف تواجه الأمانة مشكلة المرضى المزمنين الموجودين في المستشفيات منذ التسعينيات؟
- المرضى المزمنون مشكلة لنا، وفى السنوات الأخيرة تعاونت الأمانة مع بعض الجهات في الدولة، منها وزارة التضامن ودور الرعاية لنقل المرضى إليهم في حالة استقرار حالتهم النفسية وأنهم ليسوا خطرين على أنفسهم ولا المحيطين بهم، ويُرسل لهم «الطبيب النفسي» لمتابعة الحالة.

> هناك اتهام لمستشفيات الصحة النفسية بأنها تترك المرضى «يسرحون» في الشوارع.. ما حقيقة ذلك؟
مستحيل خروج أي مريض فاقد الأهلية دون موافقة الأهل، ودون استكمال العلاج، وإذا حدث غير ذلك يعتبر مخالفة جسيمة، ولا نترك مرضانا أبدا.

> ما ضوابط التقارير الطبية الخاصة بالطب الشرعى للمساجين.. والاتهامات التي توجه للجان بعدم وجود مصداقية فيها؟
الطب الشرعى من الجهات الحساسة في الأمانة؛ لأنه مرتبط بالقضاء والنيابة ومنوط بها تحقيق العدل في المجتمع، ولا يوجد طبيب يقول إن المسجون مريض، ولكن من خلال الطب النفسى الشرعى بالمجلس القومى للصحة النفسية والأمانة هو من يحدد المسئولية الجنائية والطعن في القوى العقلية للشخص غير متوازن ولديه اضطراب التفكير.

ويتم ذلك من خلال لجنة ثلاثية من أساتذة جامعة من شيوخ المهنة، وبعد تحديد إذا كان الشخص مريضًا يتم إحالة المريض إلى الأمانة للعلاج لمدة معينة والقانون أتاح المدة شهرا أو 6 أشهر أو سنة أو أكثر حتى يبرأ المريض لضمان عدم ارتكاب أي جريمة أخرى.

ويتم حجزهم في مكانين في مصر، وهى دائرة المودعين حيث يحجز الرجال في مستشفى الخانكة والسيدات في مستشفى العباسية، وهى أماكن مؤمنة من وزارة الداخلية بأسوار عالية وعليها حراسة، ولسنا مسئولين عن التأمين ولكن نعالج المرضى فقط، ولا يحدث ما يتردد عن خروج المرضى وارتكاب جرائم، ثم العودة مرة ثانية من المستحيل التشكيك في مصداقية التقارير الطبية التي تكتب عن المرضى للهروب من المسئولية الجنائية.

> ما نسبة المرضى النفسيين في مصر؟
حاليا انتهينا من أول مسح قومى للصحة النفسية من خلال نزول حملات من أخصائيين طرقت الأبواب في كل المحافظات لتحديد نسب الإصابة بالمرض النفسى وأكثر الأمراض انتشارا ومدى الحصول على الخدمات، ونحن حاليا بصدد إعلان النتائج، ووفقا لنتائج المسح القومى الجديد المقرر الإعلان عن نتائجه خلال الأيام المقبلة يوجد 24.8% من المصريين مصابون بأحد الأمراض النفسية أولها أمراض القلق والتي يندرج تحتها أمراض منها اضطراب الهلع وغيرها، يليها الاكتئاب ويوجد عشرات الأمراض النفسية.

> أزمة أرض العباسية والنزاع عليها وما يتردد عن بيعها.. ما صحة ذلك؟
في الوقت الحالى لا يوجد أي نزاع على الأرض، ووزير الصحة أكد أنه لا مساس بأرض العباسية، وما يجرى عليها الآن تطوير لصالح المرضى، فمستشفى العباسية للمرضى فقط.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..