رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يسهر في "كازينو بديعة" ليلة العام الجديد

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في مجلة آخر ساعة عام 1940 كتب مصطفى أمين مقالاً عن الاحتفالات برأس السنة، ولم يكن قد أكمل عامه السابع والعشرين فقال :


أقبل رأس السنة وقلبي معتنق مذهب لينين وستالين..أي المبادئ الشيوعية في الهوى والغرام، وكنت قد أقمت على قلبي خط ماجينو بمنع الغزو، ويقف دون المغرين، ثم سقطت قلعة قلبى في يد الغزاة والفاتحين ـ فاستعبدها البعض واذلها الاخرون.

ثم تحرر قلبى من الهوى والهوان وزال استعباد الفرد ليحل مكانه استعباد المجموع.

ولى ثلاث صديقات أحبهن جميعاً ولست أعرف من المفضلة عندي،فالأولى أجملهن، والثانية أذكاهن ،والثالثة أرشقهن، ولو كان الثلاث واحدة لكانت المرأة الكاملة الوحيدة في الوجود.

كان الموعد الأول بفندق ميناهاوس والحضور بسترة الفراء، والثانية بفندق هليوبوليس بمصر الجديدة والحضور بالإسموكن، والحفلة الثالثة في المعادي والحضور بالملابس العادية.

حرت في المواعيد الثلاثة والنساء الثلاث، وأخيراً قررت أن اعتذر عن عدم الذهاب إلى المواعيد الثلاثة.لكن ذهبت أنا وصديقي كامل الشناوي إلى كازينو بديعة وجلسنا وحدنا نتطلع إلى وجوه الفتيات الراقصات كما يتطلع الجائع إلى طعام وراء زجاج فترينة مطعم مشهور.

ودقت الساعة الثانية عشر، واطفئت الأنوار وحدث هرج ومرج وطرقعت القبلات، وتلفت حولي فلا أجد وجهاً أقبله فلم أجد سوى كامل الشناوي..وترددت هل أقبله أم لا ؟

ثم أضيئت الأنوار ولكني أحسست كأن الظلام لايزال،فقد أضيئت الأنوار في عيون جميع الجالسين عند بديعة ماعدا عيني، كان الظلام يزداد حلكة وكانت عيني تبكيان بلا دموع وكأن في قلبي مأتماً على الذكريات التي مرت قبلاتها أمام عيني على مدى سنوات.

كانت هذه أول سنة لا اشترك فيها في ضجيج الراقصين لدرجة أننى أحسست أننى أعيش على هامش الحياة.
الجريدة الرسمية