رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دنيا البلاستيك


كثيرا ما تتم دعوتي لمؤتمرات هنا أو هناك، أتحدث في بعضها واستمع في البعض الآخر، نلتقي بالحاضرين ونسلم على بعض، ونحن نرسم على وجوهنا ابتسامات بلاستيكية لا روح فيها ولا حياة، وفي أحد المؤتمرات البلاستيكية قام أحد السياسيين البلاستيكيين بتقديم فقرات المؤتمر، فألقى في البداية كلمة بلاستيكية محفوظة، ثم أخذ يقدم أول المتحدثين، ولأن مُقدم المؤتمر البلاستيكي سبق وأن حدثني عن الشخص الذي سيقدمه وقال لي إنه "ولد تلفان لا أخلاق له وهو مثل العبيد تشتريه بسيجارة وتضربه بعصاية"، لذلك اعتقدت أنه سيدعوه للحديث دون أن يطنب في ذكر محاسنه، ولكن خاب ظني فمقدم المؤتمر أخذ يذكر حسنات الشخص الذي سيتكلم، وكأنه يتحدث عن "نيلسون مانديلا" ثم لم تكفه "نلسنت الرجل" ولكنه استمر في المديح فجعله في مقام غاندي أو جيفارا..


ثم بدأ أخونا "جيفارا" في الكلام، فكان كلامه أجوف رخيصا سمجا لا حياة فيه، إنه هو ذات الكلام البلاستيكي المليء بالأخطاء اللغوية والوطنية والتاريخية، وانتهى الكلام البلاستيكي ليتم تقديم متحدث آخر يعمل في مجال الاقتصاد، سبق وأن فشل في كل المهام الاقتصادية التي أسندت إليه، ويبدو أن بعضهم كان يبحث له عن وظيفة، فقام مقدم المؤتمر بتقديمه على أنه هو الذي جعل للإمارات اقتصادا متوثبا يسبق الجميع، مع العلم بأن هذا الاقتصادي كان أعلى ما شغله في الإمارات هو وظيفة باحث اقتصادي في جمعية تعمل في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة..

وعندما تحدث الباحث الاقتصادي إذا بكلامه يدل على أنه يتكلم بما حفظه من قبل دون أن يعرف شيئا عن طبيعة ما تمر به مصر، وكأنه من أهل الكهف أو كأن جهة ما قامت بتحويله إلى إنسان بلاستيكي لا حياة فيه، وبعد ذلك تحدث وزير بلاستيكي، ثم إعلامي بلاستيكي، ثم رئيس حزب بلاستيكي، وكان مقدم المؤتمر يقدمهم بكلام بلاستيكي رخيص على أنهم أفضل من أنجبت مصر، وهو الذي يقول في جلساته الخاصة: إن هؤلاء هم أسوأ من أنجبت مصر، فلم أتحمل المزيد من البلاستيك فغادرت المؤتمر، إنها حقا دنيا البلاستيك.

Advertisements
الجريدة الرسمية