رئيس التحرير
عصام كامل

المسرح القومي في المنصورة.. 4 أعوام قيد التطوير (فيديو وصور)

فيتو

تفجيرات وعمليات إرهابية لم تسلم منها المنشآت العسكرية أو الأمنية بل طالت أيضًا المنشآت المدنية التي خلفت شهداء ومبانى أطلال وحطام.. أربعة أعوام كاملة مرت على حادث التفجير الإرهابي، الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، وطال مسرح المنصورة القومي الذي تحطمت منه أجزاء كبيرة ولا تزال أعمال الترميم تجرى به حتى اليوم؛ استعدادًا لتحويله إلى دار للأوبرا في مدينة المنصورة، لتكون الدار الرابعة على مستوى الجمهورية بتمويل من حاكم عمان، السلطان قابوس، الذي تبرع بمبلغ 53 مليون جنيه لترميمه وإعادة تشغيله.


وعقب حادث التفجير أصدرت اللجنة العليا للمنشآت الآيلة للسقوط بالمحافظة قرارها رقم 101 لسنة 2013 بإزالة المبنى الذي يضم المسرح والوحدة المحلية لمركز ومدينة المنصورة وبنك المصرف المتحد ومشروع الأسر المنتجة و4 محال تجارية حتى سطح الأرض لما لحقه من ضرر بالغ، إلا أن الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة وقتها، زار المنصورة عقب الحادث الإرهابى، وتفقد آثار التدمير التي خلفها بالمبنى الذي يضم المسرح القومى، وأعلن أنه اتفق مع المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان وقتها على ترميم وإعادة تأهيل هذا المبنى للحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية والفنية.

وقال عادل عفر، مدير مسرح المنصورة القومى، إن لجنة من وزارة الثقافة تسلمت مسرح المنصورة القومى لتحويله إلى دار أوبرا، بعد أن تبرع السلطان قابوس بـ53 مليون جنيه لإعادة ترميمه، بعد التدمير الذي أصاب أجزاء كبيرة منه في حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية المقابل للمبنى.

وفي الخامس من شهر يونيو 2015، تم الاتفاق على تشكيل لجنة هندسية لمتابعة الأعمال وإعداد تقرير نهائى لبدء عملية الترميم، وفي 28 مارس 2016، خصص حلمي النمنم، وزير الثقافة السابق، دعم الدولة للمنشآت الثقافية بالمحافظة وعلى رأسها مسرح المنصورة القومي، مشيرا إلى تخصيص 57 مليون جنيه لترميم المسرح، وعلى الرغم من الأموال التي تم إيداعها في البنك لحسابات الترميم فإن المسرح ظل على حاله.

يذكر أن مسرح المنصورة القومى، يرجع عمره إلى أكثر من 100 عام، وهو مبنى شيد على الطراز الإيطالى، والمبنى كان من ملحقات قصر أمينة هانم زوجة الخديو توفيق وبنى عام 1870، ووفقا لأوراق ملكية المبنى الموجودة في حى غرب المنصورة قام المهندس الإيطالى ماريللى عام 1902م بتصميمه وإعادة بنائه ليحتوي على ديوان مجلس بلدية مدينة المنصورة وحجرات وصالة لإقامة أعضاء المجلس البلدي.

كما تم إنشاء مسرح (تياترو) يتسع لـ650 مقعدًا، وبه كازينو المجلس البلدى وصالة للبلياردو وكان يتوسط القوس الكبير للمسرح تاج ملكى مذهب ويتدلى منه ساعة كبيرة وفى الأربعينيات تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافئ، حتى عام 1964 عندما تمت إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومى في عيد الدقهلية القومى 7 مايو 1964 وكانت ستائر المسرح في الافتتاح من القطيفة ذات اللون الأحمر المشغولة بخيوط الذهب.

وأعلنت حملة "انقذوا مسرح المنصورة القومي"، في بيان رسمي اتهمت خلاله وزارة الثقافة تقاعسوا عن إنقاذ المسرح بالرغم من أن مديرية الأمن التي تم تفجيرها معه قد رممت بالكامل، وعادت إلى عملها في الوقت الذي دفعت فيه سلطنة عمان تكاليف مشروع الترميم مبلغ 3 ملايين ريـال عماني، أي 54 مليون جنيه مصري.

وأكد محمد عبد الرحمن، عضو بمبادرة أنقذوا المنصورة أن المسرح تم بناؤه منذ أكثر من 100 عام، والمسرح يعتبر نسخة من مسرح الأزبكية لكنه كان قبل التفجير مهجورًا تسكنه الأشباح والفئران، لدرجة أن اليابان تقدمت بمنحة قدرها 21 مليون يورو لتطويره، لافتًا إلى أن قيمة المبنی التراثية تعود إلى عام 1869 وأن المبنى مسجل ذو قيمة متميزة طبقًا لقانون 144 لسنة 2006 ويحظر هدمه.

وأكد عبد الرحمن أنه تم تشكيل لجنة هندسية من كلية الهندسة جامعة المنصورة وشركة «المقاولون العرب» لتحديد مدى صلاحية المبنى للترميم أخذت عينات من التربة وقامت بتحليلها، لما للمبنى من قيمة تاريخية ومعمارية يتميز بها.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تستغرق أعمال الترميم وعملية تحويل وتجهيز المبنى ليكون مركزًا ثقافيًا متكاملًا عامين تقريبًا، بجانب أعمال ترميم المسرح الأثري المبنى على الطراز الإيطالى وتجهيز المبنى بقاعات ثقافية مزودة بأحدث الأجهزة، وكذلك غرف فندقية لاستضافة الفرق المسرحية التي ستقيم العروض على خشبته.

وأكد الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، أن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة قد تسلمت المسرح بالفعل البدء في أعمال الصيانة والترميم له بعد توفير الاعتمادات المالية اللازمة، متوقعًا أن تنتهي أعمال صيانة المسرح قبل الثلاثين من يونيو المقبل.
الجريدة الرسمية