رئيس التحرير
عصام كامل

الدبلوماسية المصرية تنتصر للقضية الفلسطينية.. سفراء يشيدون بدور الخارجية لوأد القرار الأمريكي بشأن القدس.. رخا: كشفت الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية.. والصفتي: إنجاز كبير

الجمعيه العامه للامم
الجمعيه العامه للامم المتحدة

في خطوة كبرى تضاف إلى سجل إنجازات الدبلوماسية المصرية، نجحت الخارجية في إدارة ملف أزمة القدس بطريقة فعالة، مكنتها من الحصول على الإجماع الدولي لصالح مشروع القرار، الذي تقدمت به منذ أيام في مجلس الأمن، ويدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.


وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالأمس، جلسة عاجلة بناء على طلب كل من اليمن وتركيا كممثلين عن المجموعتين العربية والإسلامية، لمناقشة القرار المصري، وجاءت نتيجة التصويت لصالح القرار بموافقة 128 دولة، ورفض تسع دول، وامتناع 35 دولة عن التصويت.

ونص القرار الأممي على أن: «أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تركيبتها الديمغرافية ليس لها أي أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة، ويجب إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

الوجه الحقيقي لأمريكا
وحول دور الدبلوماسية المصرية، أكد السفير حسن رخا عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن قدمت القرار الخاص بالحفاظ على وضعية القدس ضد أي محاولة للتأثير عليها، باعتبارها عضوا في المجلس، إضافة إلى أن قضية القدس تعتبر مسألة أمن قومي لمصر.

وأضاف «رخا»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن القرار المصري جاء في مواجهة عمليات الإخلال الأمريكي بكافة القواعد الدولية، والتهديدات التي أطلقتها نيكي هالي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، ضد مصر في تلميح واضح وصريح، بضرورة ألا نتخذ قرارات ضد واشنطن مع الحصول على الأموال منها، الأمر الذي رد عليه مندوب فنزويلا بأن الدول ليست للبيع.

وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن تلك التهديدات التي أطلقتها «هالي» في خطابات نصية لـ 180 دولة تحاول ابتزازها لرفض القرار الأممي، تتناقض مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون، أثناء الحرب العالمية الأولى حول الاستقلال وحقوق الشعوب في تقرير المصير.

وأوضح "رخا" أن اعتماد القرار كشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية، وهنا لابد من التوقف والتفريق بين سياسة دونالد ترامب، وسياسة أمريكا كدولة، ومواجهة أي إجراء عدائي بإجراء مقابل.

نجاح كبير
وقال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية نجحت في التحرك بشكل جاد لدعم حق الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وضعية القدس، عن طريق التسلسل في اتخاذ الخطوات التي انتهت إلى إقرار المشروع الذي تقدمت به في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف «الصفتي»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن اعتماد قرار الحفاظ على وضعية القدس في الأمم المتحدة يضاف إلى إنجازات الخارجية المصرية، وخطواتها الجادة في دعم القضية الفلسطينية، بدءًا من طرح مشروع القرار على مجلس الأمن، ومن ثم تصعيده إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقرته.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن عملية تمرير القرار جاءت وفقا لقرار الاتحاد من أجل السلام، الذي ينص على أنه في أية حالة يخفق فيها مجلس الأمن؛ بسبب عدم توفر الإجماع بين أعضائه الخمسة دائمي العضوية، في التصرف كما هو مطلوب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية العامة أن تبحث المسألة بسرعة، وقد تصدر أي توصيات تراها ضرورية، وهو ما جرى.
الجريدة الرسمية