رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ضربات قوية.. ولا يزال الفساد مستمرا


الأسبوع المنصرم، أسدلت هيئة الرقابة الإدارية الستار على قضية اختفاء البنسلين بضبط الرئيس السابق لشركة "أكديما إنترناشونال"، المتسبب الرئيسي في الأزمة، فقد تنازل عن حق استيراد 900 ألف عبوة بنسلين لشركته الخاصة، لتصبح المحتكرة لتوزيع واستيراد البنسلين في مصر.. الدكتور مدحت شكري، سعى لتعطيش السوق من البنسلين، وترك المرضى يتألمون.. ولم يقتصر أمره على البنسلين، بل تعداه إلى 42 مستحضرا طبيا آخر.


وفِي مجلس مدينة بنها، ألقت الهيئة القبض على تشكيل عصابي من مهندسي الإسكان؛ لاشتراكهم في طلب وتقاضي رشوة؛ للموافقة على إصدار ترخيص بناء لمجمع سكني تجاري إداري.

كما ألقى رجال الرقابة الإدارية القبض بالقليوبية أيضا على مسئول الأملاك بوحدة محلية متلبسا بتقاضي رشوة، مقابل إنهاء إجراءات استلام قطعة أرض من أملاك الدولة.

وفي جامعة المنصورة، ألقي القبض على تشكيل عصابي يتزعمه موظفون بمركز جراحة الجهاز الهضمي، كما تم القبض على بعض المرضى ممن أجريت لهم عمليات زراعة الكبد، لاعتيادهم اصطناع وتزوير المستندات، ليستولوا على 500 ألف جنيه من حسابات التأمين الصحي.

كما أُلقي القبض أيضا بالدقهلية على مسئول أملاك السكة الحديد متلبسا بتقاضي رشاوى من صاحب قطعة أرض، مقابل إصداره خطاب بعدم وجود أملاك تابعة للسكة الحديد على قطعة الأرض، حتى يتمكن صاحبها من إقامة مدرسة خاصة عليها، وفي الفيوم، ألقي القبض على رئيسة مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، و4 آخرين بتهمة فساد ورشوة، وفي قطاع البترول، ألقت الهيئة القبض على كل من رئيس العمليات بشركة تنمية للبترول متلبسا بتقاضي رشوة أسبوعية من أحد المقاولين، وفي قطاع الجمارك، ألقى القبض على مستخلصين بجمرك بورسعيد، وصاحب إحدى شركات القطاع الخاص لتلاعبهم في المستندات.

وفي جمرك المنطقة الحرة بالعامرية بالإسكندرية، ألقي القبض على مسئول سجلات أرصدة شركة تركية تعمل بنظام المنطقة الحرة الخاصة، وعلى 3 مستخلصين جمركيين لتلاعبهم في الدفاتر.

وفي قرية البضائع بمطار القاهرة، ألقي القبض على 4 موظفين بمصلحة الجمارك لقيامهم بالإفراج عن رسالة جمركية محظور استيرادها، وفي قطاع الكهرباء، ألقت الهيئة القبض على مهندس مشروعات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء متلبسا بتقاضي رشوة من صاحبة إحدى شركات القطاع الخاص التي تعمل في مجال مقاولات الكهرباء، مقابل إفشائه تفاصيل العروض والمواصفات الفنية والرسومات الخاصة بالمناقصات.

تلك حصيلة أسبوع واحد في الرقابة الإدارية.. فساد على كل شكل ولون.. كثيرون من رجال الأعمال والمستثمرون يلجأون إلى الطرق غير المشروعة، والرشاوي لقضاء مصالحهم، وإنجاز أهدافهم، تجار العقول في إصرار الفاسدين على المضي قدما في طريق الضلال، رغم رؤيتهم رءوس الذئاب الطائرة ممثلة في العشرات أمثالهم يتساقطون في قبضة الأجهزة الرقابية.

وقائع عديدة، وعشرات من قضايا الفساد والرشوة، تكشف عنها هيئة الرقابة الإدارية في مدد زمنية وجيزة، قد لا تتجاوز أيامها عدد أصابع اليد الواحدة، القضايا ضخمة، والاتهامات خطيرة، والجرائم فادحة، والمتورطون ينتمون إلى فئة كبار المسئولين، الغريب أنه لا أحد يرتدع.. ما زال الفساد مستشريًا، يجري من البعض مجرى الدم في العروق، ولا يزال الفاسدون سادرين في غيهم، لا يتورعون ولا يخشون عاقبة أسلافهم، الذين التحقوا بالسجون، فضلًا عن الفضائح التي تحيق بهم، وتلطخ سمعتهم، وكل من يقترب منهم، أو يتعامل معهم، أو مع ذويهم.

مطلوب دراسات اجتماعية، ودينية، وسياسية للكشف عن الأسباب الحقيقية لاستمرار جرائم الفساد والرشوة، على الرغم من نشاط رجال الرقابة؛ حتى ليكاد لا يفلت منهم أحد.. إضافة إلى فتح الأبواب على مصاريعها للإبلاغ عن حالات الفساد. وزراء ومحافظون في السجون، ورئيس حكومة دخل السجن وحوكم.. مستشارون وقضاة.. أي إنه لم يعد أحد بمأمن.. لماذا لم يتراجع الفساد، ولم يأخذ الفاسدون العبرة؟! الأمر يحتاج إلى البحث والتحليل من كل جوانبه.
Advertisements
الجريدة الرسمية