احتجاز السلطات السعودية «صبيح المصري» حديث الأوساط المصرفية والاقتصادية.. البنك العربي مصر: نعمل بشكل طبيعي وأموال المودعين في أمان تام.. ومصرفي: البنك المركزي يراقب أعمال البنك في القاهرة
أثارت أنباء إلقاء السلطات السعودية القبض على صبيح المصري رئيس البنك العربي، جدل واسع في الأوساط الاقتصادية والمصرفية المصرية والعربية، وطالبوا السعودية والأردن بإصدار بيانات توضيحية حول تفاصيل التهم الموجهة لـ"صبيح" والإجراءات التي سيتم اتخاذها لحماية أموال المودعين، وحذروا من تأخر ذلك بما ينعكس سلبيا على البنك ويهدد بانهياره، خاصة مع اتجاه المودعين لسحب مدخراتهم من البنك.
وكشفت مصادر من عائلة الملياردير الفلسطيني صبيح المصري، رئيس مجلس إدارة البنك العربي الأردني، عن اعتقاله في السعودية.
ويعتبر البنك العربي أكبر جهاز مصرفي عربي وأهم الأذرع الاستثمارية في الاقتصاد الأردني.
إشراف المركزي
وأفادت مصادر داخل البنك العربي أن مجموعة المصرف في حالة تأهب عقب احتجاز صبيح المصري، رئيس البنك بالمملكة العربية السعودية، لافتة إلى أن البنك العربى مصر يمارس عمله بشكل طبيعى رغم احتجاز صبيح.
وأكد مصدر مسئول بالبنك العربي أن أموال المودعين آمنة، ولن تتأثر باحتجاز صبيح المصري، لافتا إلى أن البنك العربي شركة مساهمة مصرية تخضع لرقابة وإشراف البنك المركزي المصري ولها رئيسا تنفيذيا بمصر.
وأضاف أن البنك العربي مصر لن يتأثر بأي أحداث مماثلة، لافتا إلى أن احتجاز صبيح المصري من الجانب السعودي مسألة لا تخص البنك العربي لذلك لا تأثير لها على أعمال البنك.
ودائع العملاء
من جانبه قال هاني عادل، الخبير المصرفي، أن ودائع العملاء بالبنوك المحلية يضمنها البنك المركزي المصري لذلك فإن أموال المودعين آمنة تماما لدى البنك العربى.
وأضاف أن احتجاز صبيح المصري لا يؤثر على أعمال البنك العربى - مصر، والأمور تسير بشكل سليم.
القانون الدولي
فيما قال الدكتور فؤاد شاكر الأمين العام السابق لاتحاد المصارف العربية، إن البنك العربي من أكبر البنوك العربية، والمحورية في العالم العربي.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن تأثر البنك سلبيا بإلقاء السلطات السعودية القبض على الملياردير صبيح المصري رئيس البنك العربي، يتوقف على التهم الموجهة لـ"صبيح" وهل هي تتعلق بشخصه أو بالبنك ذاته ومدى مخالفة القانون الدولي، وما هي جريمته هل غسيل أموال أو ائتمان وتمويل.
وقال فؤاد شاكر، إن الإجراءات البوليسية والناتجة عن تصرف أمني تسيء للجهاز المصرفي والبنوك العربية، وتسيس الجهاز المصرفي يهدد القطاع ويدفع المودعين لسحب أموالهم.
تاريخ الصبيح
صبيح المصرى من أكثر الشخصيات الاقتصادية تأثيرا في الوطن العربي ليس فقط كونه رئيس مجلس إدارة البنك العربي الذي يتخذ الأردن مقرا رئيسيا له ولكن بما يمتلكه من خبرات واسع في عالم الصرافة.
صبيح طاهر درويش المصري (مواليد 1937 في نابلس) وهو رجل أعمال سعودي من أصول فلسطينية، ولد لعائلة فلسطينية من مدينة نابلس، وكان والده رجل أعمال يملك العديد من الأسهم في شركات مساهمة مختلفة.
وتوفي والده وكان عمره 6 سنوات فقط، وورث عن والده بعض الأسهم والأموال، درس في نابلس وتخرج من مدرستها الثانوية، ثم توجه لدراسة الهندسة الكيميائية من جامعة تكساس والتي تخرج منها سنة 1963، ثم عاد إلى نابلس.
بدأ العمل كمستثمر في السعودية في أواخر السيتينات من القرن العشرين، وساعده على ذلك علاقته القوية بأشخاص سعوديين، حتى حصل على الجنسية السعودية في أواخر الستينات.
بعد تطور أعماله امتلك شركة "أسترا" الزراعية واشترى أراضٍ زراعية في تبوك، وباهتمام منه في المجال الزراعي قام بدراسة التخصص الزراعي في جامعة كاليفورنيا كما قام بشراء أرض زراعية في كاليفورنيا.
