رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل «العلاقات الخارجية» بالبرلمان: القرار الأمريكي بشأن القدس «جريمة».. وعملية السلام «ماتت»

فيتو

  • >> نحتاج ضغوطا كبيرة لإجبار ترامب على التراجع
  • >> واشنطن نجحت في إشغال العرب بخلافاتهم الداخلية

قالت النائبة غادة عجمي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية، نقل سفارتها للقدس، يعد خطوة خطيرة تكشف عن توجهات أمريكا للإطاحة بالدولة الفلسطينية، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية نجحت في إشغال العرب بالقضايا والصراعات والفتن الداخلية بعيدا عن القضية الفلسطينية، وأضافت أن العرب أكلوا الطعم الذي قدمته أمريكا، حتى أصبحنا أمام جريمة تاريخية شديدة الخطورة، وأوضحت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن تلك الخطوة سيكون لها انعكاسات سلبية على استقرار المنطقة، وتأجيج مشاعر المسلمين والمسيحين معا، وزيادة حالة الاحتقان بالمنطقة، كما أنها تقتل أي فرصة للحوار ونشر السلام، وطالبت بموقف موحد من الدول العربية، موضحة أن الضغوط العربية والإقليمية، يمكنها إجبار أمريكا على التراجع عن تلك الخطوة.. وإلى نص الحوار:


كيف ترين قرار الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها للقدس؟
للأسف هي خطوة خطيرة جدا، تكشف عن توجهات أمريكا نحو الإطاحة بالدولة الفلسطينية لصالح الإبقاء على الكيان الإسرائيلي، وللأسف نجحت أمريكا في إشغال العالم العربى بأموره وقضاياه الداخلية، حتى يتسنى لها تحقيق مخططها، أي إنها قدمت طعما للعرب وهم أكلوه حتى آخره.. فالجميع يعرف أن القدس عربية على مر العصور، وتضم مقدساتنا الإسلامية والتاريخية، وأنها صمدت أمام العديد من الحروب وفشلت جميع المحاولات للسيطرة عليها حتى جاء الاستعمار الأمريكي اليهودي لها، وأرى أن أي محاولات للاستيلاء على القدس يعد جريمة تاريخية شديدة الخطورة.


وما تداعيات تلك الأزمة الأخيرة من وجهة نظركم؟
بالطبع تلك الأزمة سيكون لها انعكاسات سلبية خطيرة على الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعمل على تأجيج مشاعر المسلمين والمسيحيين معا، كما أنها ستساعد في مزيد من التوتر وزيادة الاحتقان بين الدول العربية والغربية، وستجعل العالم أجمع في حالة فوضى، وأيضا أحذر من أن هذا القرار حال تنفيذه بالفعل، سيتسبب في زيادة انضمام الشباب اليائس إلى الجماعات الإرهابية، حيث سيكون القرار بيئة خصبة للجماعات الإرهابية لجذب العديد من الشباب المسلم المتحمس لدينه.


وما تأثير تلك الخطوة على عملية السلام والمباحثات بين الطرفين وبرعاية دول المنطقة في مقدمتهم مصر؟
بالطبع تلك الخطوة تقتل أي فرصة للحوار الجاد بهدف نشر السلام في منطقة الشرق الأوسط، والمنطقة العربية، كما أنها ستعطل عملية السلام التي كان قد شرع فيها الرئيس الأمريكي ترامب، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وهل ترى أن تراجع الدور العربي كان سببا في قيام أمريكا بتلك الخطوة؟
بالفعل غياب الدور العربي، كان عاملا أساسيا في اتخاذ مثل ذلك القرار، وهو ما سعت إليه واشنطن والغرب منذ سنوات عديدة، حيث سعوا لتأجيج الفتن بين الدول العربية وبعضها وداخل الدول العربية نفسها، ليتم إشغالهم بتلك الفتن والقضايا الداخلية، وبالتالي يغيب الدور العربي تجاه القضايا المهمة الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، الأمر الذي يصب في النهاية لصالح الكيان الصهيوني وحماية أمنه بالمنطقة، والدليل على ذلك أن كل الدول العربية بها مشكلات وخلافات فيما بينها وبين طوائفها، وتتعرض أغلبها للإرهاب، عدا إسرائيل التي تعيش في أمن وأمان في تلك المنطقة الممتلئة بالصراعات من حولها.


وما الخطوات التي يجب على العرب اتخاذها من وجهة نظركم؟
أرى أنه لا بد من وجود موقف موحد لكل الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية والمجتمع والمنظمات الدولية، من أجل موقف موحد تجاه المحاولات المستمرة من الكيان الإسرائيلي لتهويد القدس، وجعلها عاصمة لإسرائيل، نظرا لأن قضية القدس أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة للمسلمين.

وهل ترين أنه بمثل تلك المحاولات يمكن إيقاف تنفيذ تلك الخطوة؟
بالفعل يمكن من خلال الضغوط القوية من جانب الدول العربية، أن يتم التراجع عن تنفيذ تلك الخطوة، على أرض الواقع.

وما رؤيتك للتعامل مع الأزمة وفقا للوضع الحالي؟
في البداية أثق ثقة كبيرة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأثق فيما سيتخذه من إجراءات وخطوات حيال الأزمة، وانتظر ما سيعلنه من مواقف بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، لمواجهة تلك الأزمة، نظرا لاضطلاعهم بشكل أكبر على معلومات وبيانات وتنسيق دولي، خاصة أن القضية الفلسطينية تمثل دوما القضية المركزية للشعب المصري والعربي، كما أن مصر قدمت مئات الآلاف من الشهداء دفاعا عن الأمن العربي، وأرى أن الوضع الحالي يتطلب الإسراع في الضغط الإقليمي والعربي بشتى الطرق على المجتمع الدولي، لوقف تنفيذ تلك الخطوة، نظرا لأنها حال تنفيذها ستنسف كافة الخطوات السابقة في سبيل حل الأزمة الفلسطينية، كما أنه حال نقل السفارة للقدس فإن ذلك يعني الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، وسيكون هناك تهديد للأمن القومي بالمنطقة العربية.


وكيف يتم الضغط الإقليمي والدولي من وجهة نظركم؟
يتم ذلك من خلال كل المؤسسات الشعبية والحكومية بالدول العربية، حيث على البرلمانات العربية سرعة التحرك في طريق الضغط الدولي، وتكوين موقف عربي موحد يرفض تلك الخطوة، وعلى مستوى مصر فسوف تعقد لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، عدد من الاجتماعات المتواصلة لمناقشة الأزمة، كما سيتم التنسيق مع البرلمانات العربية لتوحيد الموقف الذي سيتم اتخاذه.

وهل ترىن أن كل الدول العربية ستكون على قلب رجل واحد في تلك الأزمة؟
أتمنى ذلك، لكن للأسف هناك دول ساعدت في تلك الأزمة مثل قطر التي اشتركت في تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني، لتفتيت المنطقة، وتغييب الدور العربي عن القضية الفلسطينية، حيث ساعدت قطر في نشر الإرهاب بالمنطقة، وتأجيج الفتن والصراعات داخل الدول العربية، الأمر الذي أدى إلى تشتيت الجهود العربية بعيدا عن قضية فلسطين، بهدف إلغاء تلك القضية تماما.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية