رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدير مركز الدراسات السياسية: ترامب يستغل التشرذم العربي وترهل الأوضاع الإسلامية

فيتو

قال الدكتور سعيد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل التبعية والسيادة على القدس إلى دولة إسرائيل، لم يكن وليد اليوم، لكنه يعود إلى عام 1994، حينما خرج الكونجرس الأمريكي بقرار يعطي الرئيس الحق في نقل تبعية القدس لإسرائيل في أي وقت، كما أشار الزنط إلى استغلال ترامب "التشرذم والتفرق العربي" وترهل الأوضاع في الدول العربية الإسلامية، لتمرير القرار، ومن ثم لم يجد من يقف أمامه أو يمنعه؛ لأن القوى العظمى المتمثلة في المجتمع الدولي تكتفي عادة بعبارات الشجب والتنديد.. وإلى نص الحوار:


لماذا اختار ترامب هذا التوقيت تحديدًا ليعلن أمام العالم "القدس" عاصمة لإسرائيل؟
هذا هو الوقت المناسب لترامب، فهو أمام شعوب عربية غير قادرة على المواجهة، نحن في حالة تفكك كبيرة، حالة تشرذم، وهذا الحديث لم يكن جديدًا على ترامب، فقد ناقشه منذ الأيام الأولى لحملته الانتخابية، فقد درس القرار جيدًا، وقدر الموقف، ووجد أنه رئيس لأقوى دولة في العالم، في مواجهة دول لا شيء، دول مذابة وفي حالة ترهل، لذلك وجد أن هذا الوقت هو الأنسب على الإطلاق، فعلام نفاجأ؟! فالقرار رغم كونه كارثيًا فإنه يطابق الواقع.

أيضًا "ترامب" لا يغرد خارج السرب الأمريكي، فهناك قرار صدر أمس ولم يتحدث أحد عنه، الكونجرس بالإجماع أصدر قرارًا بوقف المساعدات التي كانت تقدمها الدولة للسلطة الفلسطينية، ومن قبلها وقف عمل مكاتب السلطة الفلسطينية بواشنطن، كل هذا مخطط تم الإعداد له منذ سنوات، ولم نشعر به إلا بعد انتهائه.

قلت إن هذا القرار مُعد منذ تسعينيات القرن الماضي ولكنَّ الرؤساء السابقين كانوا يماطلون في إنفاذه بشكل رسمي.. وضح ذلك؟
بالفعل "ترامب" ينفذ قانونًا خرج من الكونجرس الأمريكي منذ عام 1995، وكان ينص على أنه للرئيس الأمريكي حق الاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على القدس، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما أنه له حق الإقرار أي التنفيذ أو التأجيل، فكانت المراجعة أو قرارات التأجيل تتم كل ستة أشهر.

الرئيس ترامب بهذا القرار غيَّر سياسات أمريكية تعود لعشرات السنين.. كيف غامر بهذا الفعل دون النظر إلى المجتمع الدولي؟
ترامب بهذا الفعل يضرب كل قرارات الأمم المتحدة بشأن القدس عرض الحائط، هناك الكثير من القرارات التي خرجت لتؤكد أنه للقدس وضع خاص، فهو يتحدى الإرادة العربية والإسلامية والمسيحية، على علم منه بأن المجتمع الدولي يكتفي عادة في مثل تلك الحالات بالشجب والتنديد فقط، فمن سيتحدث عن القدس! مجلس الأمن الذي أصبح في جيب أمريكا الصغير بـ "فيتو" واحد، أم الأمم المتحدة أمريكية المنشأ!

كيف تقرأ الموقف العربي تجاه القرار؟
السعودية جمعت أكثر من 50 دولة فيما يسمى "مجلس مكافحة الإرهاب"، هل هي على استعداد وشجاعة أن تجمع الـ50 دولة العربية من أجل الوقوف ضد القرار الأمريكي، أنا لا أظن ذلك، الموقف العربي ضعيف جدًا، أعتقد أن القرار سيمر عليهم مرور الكرام، الحكام العرب حينما سمعوا بما ينويه ترامب فقط أعربوا عن قلقهم، والقلق يحتاج إلى طمأنة وترامب طمأنهم بأنه سيكون هناك سلام وسيرعاه وينميه، وهم صدقوه.

إذا تطرقنا إلى الموقف "الفلسطيني – الإسرائيلي"، كيف سيؤثر ذلك في مسيرة المفاوضات بين الجانبين؟
لم يعد هناك ما يتفاوضون من أجله، أين فلسطين؟ لم يعد هناك سوى حلم وشعب، ولا يستطيع أحد أن يبني دولة بحلم وشعب فقط، حتى الـ22% من مساحة فلسطين، والتي يوجد عليها العرب لم تعد موجودة فهي تتقلص مع الأيام، فحين تنقل السيادة الإسرائيلية على القدس، لن يجد الجانب الفلسطيني ما يتفاوض عليه؛ لأن ترامب بالأساس وضع جانبًا كل اتفاقيات السلام كما ذكرنا والمواثيق الدولية، ليس لديهم "عاصمة"، فالمباحثات والمفاوضات لابد أن يكون لها قاعدة تقوم عليها، وكل هذه القواعد ضربت الآن.

وما الحل إذن أمام الفصائل الفلسطينية؟
أنا أتصور أن الأفضل إن كل الفصائل الفلسطينية المقاومة يتم تفعيلها مجددًا، الشعب الفلسطيني به 12 مليون فرد، هؤلاء لابد أن ينتفضوا جميعًا، والدول العربية عليها أن تدعمها بكل ما تحتاج من دعم اقتصادي ومعنوي، نحن في مرحلة الكارثة، فالشعب الفلسطيني بفصائله لم يعد أمامه الآن إلا الخروج للمقاومة.

وماذا عن رد الفعل الدولي؟
المجتمع الدولي جميع ردود أفعاله غير مخلصة، كلها بيانات شجب وتنديد ورفض ونبذ، لكنه الرد المخلص الحقيقي يكون من الفلسطينيين أنفسهم فقط من خلال انتفاضة ثالثة، والدول العربية والإسلامية تدعم هذه الانتفاضة، خاصة أن إسرائيل لا تتحمل الآن انتفاضة ثالثة، فالحياة العسكرية والاقتصادية تصاب بالشلل تمامًا في هذه البلدة الصغيرة.. لا يجب أن ننتظر أي رد فعل دولي "ما حك جلدك مثل ظفرك"، فإن لم يتحرك العرب لا ننتظر تحركًا من أحد.

هذا القرار سيترتب عليه سيادة إسرائيلية على المسجد الأقصى أيضًا وهذا مخالف لقرار مجلس الأمن رقم 181 بشأن التدويل حفاظًا على المصالح الدينية في المنطقة.. كيف تقرأ المشهد الديني بعد التهويد الكامل؟
إسرائيل لا تنتظر قرار ترامب بشأن الأقصى والقدس الشرقية ككل، فهناك أكثر من 20 قرارا خرجت لمنع أي تجاوزات تتم بشأن هذا الجزء من المدينة، ولم يتم ذلك، فالقدس القديمة كانت 5 كم أصبحت 125 كم، فهم وسعوا رقعتها ليلتهموا باقي الأراضي.. القرار الأمريكي يلغي كل القرارات الخاصة بهذه المنطقة ومنها الدينية، لم يتحرك مليارات المسلمين والمسيحيين لإنقاذ هذه المقدسات، من الواضح أن العالم كله يتواطأ لحساب إسرائيل، بمن فيهم العرب.

ما ردك على من يقولون إن القدس منذ عام 1967 وهي بالفعل تحت السيادة الإسرائيلية؟
عام 1980 خرج الكنيست الإسرائيلي بقرار أن القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لدولة إسرائيل، والأمم المتحدة حينها خرجت بقرار يعتبر القدس الشرقية أرضًا محتلة، ولا يجوز أن تنتقل إلى سيادة موحدة بأي شكل، لكننا وجدنا أن السيطرة الإسرائيلية على أرض الواقع لم تقتصر على القدس الغربية.. بالفعل ترامب لم يأت بجديد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية