رئيس التحرير
عصام كامل

العلاج في المستشفيات الجامعية بعد التعويم «موت وخراب ديار».. «فيتو» تكشف في تحقيق استقصائي: تبرعات الأهالي تأثرت بتحرير سعر الصرف.. والمستشفيات تلجأ للحملات المدفوعة لجلب التبرعات

فيتو

>> رئيس اللجنة الطبية بـ«الأعلى للجامعات»: نقص الأدوية أزمة في كل مستشفيات مصر.. ونظام التأمين الصحى أحد الأسباب

>> مدير «الحق في الدواء»: 1400 صنف دوائى ناقص.. أخطرها أدوية القلب والأورام
>> «أم محمد»: رحلة علاج زوجى «على حسابي» في المستشفى تكلفت 50 ألفا.. ثم مات
>> مريضة بـ «الدمرداش»: «اشتريت كيس دم و3 أكياس بلازما بـ3000 جنيه»
>> «أم أسماء».. دفعت 14 ألف جنيه لإقامة رضيعتها في «الحضانة» شهرين
>> أقارب «عم سيد» انتظروا 3 ساعات أمام «القصر القديم» لإسعافه


«الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى».. حينما تزور المستشفيات الجامعية، مثل قصر العيني والدمرداش ستجدها خير دليل على صدق هذه الحكمة.. فبعد أن يتجاوز المريض أقسام الاستقبال، وينجح في الحصول على سرير في الوحدات المجانية أو الاقتصادية، رغم ارتفاع التكلفة، تبدأ رحلة معاناة جديدة في الحصول على الدواء والعلاج في ظل نقص الأدوية الشديد الذي تعانى منه هذه المستشفيات.. على مدى شهر تتبعت «محررة فيتو» أزمة نقص الأدوية بمستشفيات قصر العينى وأبو الريش الياباني والمنيرة، ومعهد الأورام، التابعة لجامعة القاهرة، بجانب مستشفى الدمرداش.

أمام مغسلة الموتى بمستشفى الدمرداش، جلست «أم محمد» تبكى بعد رحيل رفيق حياتها الذي اكتشفت، متأخرة، أنه مريض بالسرطان، ويسمونه في الأحياء الشعبية «المرض الخبيث».. ومع تدهور حالته لجأت لمستشفى الدمرداش للحصول على العلاج.

«أم محمد» تقول: «إنها قضت رحلة طويلة حتى قبل المستشفى بسبب زوجها المريض»، مضيفة أنها كانت تشترى الدواء من مالها الخاص: «كنت باخد الروشتة واشترى دوا من الخارج لمدة عشرة أيام».

تسترسل «أم محمد» في حكايتها بعد أن فاض الكيل بها: «لم أستطع الاستمرار في دفع كل هذه الأموال، واتجهت لاستخراج قرار علاج على نفقة الدولة، واجهت صعوبات في استخراج قرار العلاج، مضيفة أن رحلة علاج زوجها من يوم اكتشاف المرض الخبيث حتى استخراج تصريح الدفن تكلفت ٥٠ ألف جنيه».. «كنت باصرف أدوية في آخر عشرة أيام من مرض زوجى فقط على حساب الدولة».

جلست «أم محمد» تكفكف دموعها في انتظار تصريح الدفن لزوجها: «جوزى قعد في الرعاية المركزة عشرين يوم ومات»، وانتقدت عدم توفير الأدوية بالمستشفيات الجامعية: «يعنى إيه أخرج أشترى دواء من خارج المستشفى»، تختتم «أم محمد» قصتها: «ليتنى تركته يموت في وسط أسرته بدلا من الرعاية المركزة «.

لم تكن «أم محمد» الحالة الوحيدة التي قابلتها معدة التحقيق، حيث التقت بـأسر 7 حالات وفاة بمغسلة الدمرداش؛ بينهم أربع حالات وفاة بالرعاية المركزة يوم السبت 25 نوفمبر، منهم «أم خالد» شقيقة أحد المتوفين التي أكدت «أنها أجرت تحاليل واشترت أدوية على حسابها الخاص لإنقاذ حياة أخيها إلى أن وافته المنية هذا الأسبوع».

الدواء المر
أمام حالة النقص في الأدوية التي تشهدها المستشفيات الجامعية، كان هناك سعداء حظ استطاعوا إنقاذ حياة ذويهم بشراء الدواء على نفقتهم الخاصة؛ منهم «أم أسماء»، التي جلست أمام حضانة مستشفى الأطفال الجامعى بالدمرداش تحمل رضيعة هزيلة وضعيفة، خرجت أخيرا من الحضانة بعد أكثر من 40 يوما، كانت خلالها على حافة الموت والانهيار: «بنتى اتولدت كيلو إلا ربع وكانت هتموت».

تخبرنا أم أسماء «أن صحة ابنتها تحسنت، بعد أربعين يوما بالحضانة كانت قريبة خلالها من الموت، وقد أخبرها الأطباء بان ابنتها تعانى من ضعف في عضلة القلب وثقب بالقلب، ثم أخبروها بأنها مريضة صفراء، لينتهى بها المطاف بأنها مريضة بعيب خلقى في الأوردة الدموية».

تضيف «أم أسماء» أن سعر الحضانة رخيص «الحضانة رسومها هي 140 جنيها لليوم، ويمكن تخفيضها بكارنيه التأمين الصحى إلى أقل من 100 جنيه، ولكن التحاليل والأدوية كان معظمها على نفقتها الخاصة، وقد دفعت «أم أسماء» 14 ألف جنيه في أقل من شهرين، باعت كل ما يمكن بيعه لإنقاذ رضيعتها.

طوارئ قصر العيني
لم يكن مرضى الدمرداش وحدهم الذين يعانون من نقص الأدوية، ففى مستشفى الطوارئ القديم 185 بقصر العيني، وقف عم سيد رجل أربعيني، بانتظار الدواء، حيث فقد «عم سيد» وعيه صباح يوم الإثنين 27 نوفمبر ليحمله ذووه من إحدى قرى العياط إلى طوارئ قصر العينى لإسعافه، بعد الانتظار أكثر من ساعة لإجراء التحاليل الطبية، واكتشفوا إصابة «عم سيد» بفشل كلوى حاد.

ويخبرنا قريب «عم سيد» «أنهم جاءوا من العياط، وانتظروا لأكثر من ساعة للحصول على العلاج، واستغرق انتظارهم نحو ثلاث ساعات بانتظار الكشف، ثم التحليل ثم إجراء جلسة غسيل كلوى لإسعافه، ويضيف الرجل: «خرجت أشترى أدوية على حسابى لإنقاذ قريبي، لأن المستشفى لا يصرف كل الأدوية».

لم تكن حالة عم سيد الوحيدة التي عانت من نقص الأدوية، حيث تخبرنا أخت «عم محمود» أن أخاها مريض قلب وأصيب بجلطة، وقد طلب مستشفى الطوارئ تحليلا وفحصا للحصول على الدواء، ثم قررت السيدة إنعاش أخيها، واشترت الأدوية على حسابها ومن مالها الخاص.

ظهرت أزمة نقص الأدوية في مصر بعد تحرير سعر صرف الدولار، وارتفاع أسعار الأدوية التي يتم استيرادها من الخارج، ورفض شركات الأدوية توريد العقاقير بالأسعار القديمة، وهو ما تسبب في حالة نقص شديد في الأدوية، وطبقا لما أعلنه مدير المركز المصرى للحق في الدواء، الدكتور محمود فؤاد، فإن هناك نقصا في 1400 صنف دوائي، من بينها أدوية مصيرية خاصة فيما يتعلق بمرض القلب والأورام، مشيرا إلى وفاة طفل بمعاهد أورام المنصورة وسوهاج وأسيوط بسبب عدم توافر الدواء اللازم له.

وقد تدخلت الحكومة في نوفمبر 2016 بتوفير 160 مليون دولار من البنك المركزي، لتدبير احتياجات المصريين من أدوية الهرمونات وأمراض الدم، وقد طلبت المؤسسة في أبريل 2017 من وزارة الصحة تقريرا شهريا بنواقص الأدوية.

قصر العينى
يعد مستشفى كلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة هو أكبر وأقدم مستشفى جامعى في مصر، ويخدم قصر العينى وأبوالريش سنويا 4 ملايين مريض، وقد كان قصر العينى من أكثر المستشفيات التي تأثرت بأزمة تحرير سعر صرف العملة.

قال مصدر مسئول بمستشفى قصر العيني: إن تحرير سعر صرف العملة أثَّر على تبرعات قصر العينى بشكل كبير، مضيفا أن بعض المواطنين البسطاء كانوا يتبرعون مثلا بقفازات طبية، وكان سعر العلبة 20 جنيهًا، قائلًا: «زمان كنت تلاقى المتبرع يشترى أربع علب قفازات طبية في شهر بمبلغ 100 جنيه»، والآن بعد أن أصبح سعرها 75 جنيهًا، أُجبر المتبرع على شراء علبة واحدة.

أضاف المصدر أن المكمل الغذائى كان سعره 15 جنيهًا، وأصبح الآن سعره 120 جنيهًا، موضحا أن نقص الأدوية موجود بكل أقسام المستشفى تقريبا، إلا أن النقص خطير جدا في وحدة الكلى والديلزة، ومستشفى الطوارئ والاستقبال 185 القديم، ووحدة الأشعة.

معهد القومى للأورام
يعد المعهد القومى للأورام التابع لجامعة القاهرة هو أكبر مستشفى مصرى متخصص في علاج الأورام في مصر، ويستقبل المعهد الآلاف من المرضى يوميا، ويعتمد المعهد في معظم دخله على التبرعات الخيرية.

استقبل المعهد 200 ألف مريض هذا العام، ويعمل بالمعهد 3303 أشخاص منهم 600 عضو هيئة تدريس، كما أن العلاج بالمعهد مجانى بنسبة 90%، والـ10% الباقية من مرضى التأمين الصحي.

وقد حصلت «فيتو» على قوائم الأدوية الناقصة بالمعهد، وتشمل «نيراتام» شراب، «تيراتام» كبسول، «أرسوفالك» كبسول، «بون كير»، «كالسيدول»، «ميكروجرام كبسول»، «الفينزون»، «أمبيزيم»، «التروكسين»، «ثرومبكس» أمبول، «كالسيونات»، «اينافللين» أمبول، «امينوفللين»، «أتروبينامبول»، «أدرينالين»، «اتروفنت فيال»، «فيرانويد» كبسول، «إتبوبوسيد» كبسول، «متيوماسين»، «كوزموجين».

أبو الريش الياباني
تعد مستشفيات جامعة القاهرة من أكبر المستشفيات المتخصصة في طب الأطفال تشمل «مستشفيات أبوالريش اليابانى والمنيرة»، ويخدم أبوالريش اليابانى نصف مليون طفل سنويا من خلال 420 سريرًا و35 حضانة و3 غرف قسطرة، ومع هذا الكم من المرضى ظهرت أزمات في نقص بعض الادوية.

وقد حصلت «فيتو» على قوائم الأدوية الناقصة في مستشفى أبوالريش الياباني، وتضم: «بريماكو»، «دانست»، «أبريزولين»، «هيبارين»، «فيفند»، «تينام»، «ميرونام»، «أميكين»، «دالاسين»، «كلوميسين»، «جراميسين»، «نيومينوفللين»، «بوتاسيوم»، «إيجيرام» شراب، «فيتافيرول»، «كتافلام» نقط، «زادتين»، «فليكسوتايد»، «بيكلوزون» بخاخ، «فينتال» بخاخ، «كالسيمات» كبسول، «جلوكوز 15%».. «جلوكلوز 25%»، «غسول بريتوني»، كحول، «الكانوال»، «برفلجان»، «ماغنسيوم»، «سوميناليتا»، «دوبامين»، «بالميكورت»، «اتروفنت»، «فارولكس سي» شراب، «لبن نيوكات».

أبو الريش المنيرة
يعد مستشفى أبوالريش المنيرة أحد المستشفيات التابعة لجامعة القاهرة، وهو يكمل في دوره مستشفى أبو الريش الياباني، ويعتمد في معظم دخله على التبرعات.

وأكد مصدر خاص بالمستشفى أن النقص في الأدوية، يشمل: أدوية السعال ولبن الأطفال.. كما أن قائمة النواقص بالمستشفى تشمل: «فلاجيل» شراب، «افيروسبان»، «اوبلكس»، «في دروب»، «ببى فيت»، «لبن 1-2»، «فلوفير مال»، «لاكتيول فورت»، «نيودايجستين»، «سايمثيكون»، «سيمكتا»، «كيرياستار حديد»، «فنستيل»، «ميكوناز»، «فيسير الجين»، «ساين اب»، «سالفو زنك»، «ستريم»، «هيكال»، «دولفن»، «ليرجيكير»، «زيسروماكس»، «فنتولين»، «بيرافين»، «جليكوفوس»، «ديكادرون»، «بسكوبان»، «ايبانوتين»، «بريماكور»، «زوفران»، «دانست»، «ميرونام»، «فانكومايسين»، «كولوميسين»، «هيمالوج»، «سيبرو»، «لينزوليد»، «كليكسان»، «برامول»، «ميكسيكال»، «الكارنتين»، «ايموكس»، «بروفين»، «بريدسول فورت».

التبرعات
من جانبه، أكد الدكتور فتحى خضير، عميد كلية طب قصر العيني، ومساعد رئيس الجامعة لشئون تطوير مستشفيات جامعة القاهرة، أن قصر العينى وأبوالريش تغلبتا على مشكلة نقص الأدوية بعدة طرق منها الشراء الجماعي، نافيا وجود أزمة في الأدوية، مؤكدا أن «الأدوية موجودة في المستشفى والمرضى يحصلون على الجرعات في مواعيدها».

أضاف أن المستشفيات الجامعية المصرية، وعددها 72 مستشفى تشترى الأدوية معًا، وبسعر الجملة من المصانع مباشرة، وهو ما ساهم في خفض التكلفة، مؤكدا أن هذه الصفقات الشرائية تكون ممتدة لأكثر من 6 أشهر، وأوضح خضير أن مستشفيات جامعة القاهرة لجأت للإعلام والمجتمع والمؤسسات الخيرية وهيئات المجتمع المدنى في نشر وإذاعة حملات ضخمة لجمع التبرعات، وأكد أن قصر العينى وأبوالريش حصلتا على تبرعات تتخطى حاجز الـ150 مليون جنيه، موضحًا أن معظم التبرعات كانت عينية في شكل أدوية أو مستلزمات أو أجهزة طبية.

أضاف د. فتحى خضير أن إنشاء قسم السكتة الدماغية كان تبرعًا، كما أن مستشفى النساء والتوليد شهد إنشاء حضانات لأطفال حديثى الولادة من التبرعات، وشهد مستشفى أبوالريش أيضا إنشاء حضانات جديدة من التبرعات، وأوضح أن أزمة نقص فلاتر الغسيل الكلوى التي شهدها السوق المصرى قد أثرت على وحدة الكلى بالقصر العينى إلا أن المستشفى تخطاها بمساعدة وزارة الصحة ودعم القوات المسلحة.

بينما رفض الدكتور طارق خيري، مدير مستشفيات معهد الأورام بجامعة القاهرة، التعليق أو الرد على قوائم الأدوية الناقصة التي حصلت عليها «فيتو» من مصادر بالمعهد، مضيفا أنه متحفظ على الكلام في هذا الموضوع.

الدمرداش
جامعة عين شمس، ثانى أهم الجامعات المصرية التي تضم أبرز المستشفيات الجامعية، وهى الدمرادش وعين شمس التخصصي، وهما يستقبلان يوميا آلاف المرضى في جميع التخصصات، ويعانى مستشفى الدمرداش بشدة من أزمة نقص الأدوية.

قال مصدر بالإدارة المركزية بالمستشفى: إن نقص الأدوية موجود بكل وحدات المستشفى إلا أن النقص خطير جدا في مركز الأورام، ومستشفى الأطفال، ووحدة المسنين بمستشفى الباطنة، وتابع المصدر أنه يوجد نقص شديد في عدد من أنواع الأدوية كالأدوية الخاصة بالصرع والتوحد والفشل الكلوى والعلاج الكيماوى لمرضى الأورام، والأنسولين، وحقن الدوبامين، بالإضافة إلى نقص في الخيوط الجراحية والتخدير والإبر الدقيقة وفلاتر الغسيل الكلوى والرئات الصناعية اللازمة لعمليات قلب الأطفال، وكذلك «ديباكين» الخاص بمرضى الصرع و«تيراتام 500 أقراص» و«تيراتام» شراب، و«تريليبتال 600 و300»، وشراب «أوكسليبتال»، و«إيفالكس» شراب، و«إيروكسول مرهم»، و«زارلتو»، و«وراديل»، و»مفلونيد»، و«سيكودال».

واشتكت مريضة تدعى «أم محمد» من نقص أنابيب الاختبار للتحليل وأكياس سحب العينات قائلة: «اشتريت كيس دم و3 أكياس بلازما بأكثر من 3000 جنيه، المستشفى لا يوفر كل الأدوية.. وأحيانا نشترى أدوية من أموالنا الخاصة».

قال أحد أطباء المستشفى، والذي طلب عدم ذكر اسمه: إن هناك أدوية يكتبها في روشتة المستشفى غير موجودة بالصيدلية، ويضطر المريض إلى شرائها من خارج المستشفى على حسابه الخاص، وأضاف الطبيب أن هذه الأدوية هي أدوية الأورام، وبعض أدوية السكر، وأدوية أخرى مثل» Albumin-Tieram-Zov.rax- Iv.IG- VFerd tabs».

وتعانى وحدة المسنين بمستشفى الباطنة بالدمرداش من ارتفاع نسب الإشغال، حيث وصل إلى 100%، وفى ظل هذا الإشغال المرتفع تستهلك الوحدة أدوية أكثر ومستلزمات طبية أكثر لخدمة المرضى.

ويعانى مستشفى الأورام بالدمرداش من نقص خطير، وقال أحد الأطباء بوحدة الأورام بمستشفى الدمرداش: إن الوحدة تعانى من نقص في أدوية المسكنات والمضادات الحيوية، مضيفا أن هناك أدوية ضرورية جدا غير موجودة بالوحدة بالرغم من أهميتها مثل «Albin vials - Eliguois – ringrs solutin - Xaler to - ringer solutin» وأوضح أن المستشفى يعانى نقص في أدوية «ترامادول»، وبعض المسكنات الأخرى، إلا أن الوحدة استطاعت التغلب على هذا النقص جزئيا.

من جهته، أكد الدكتور أيمن صالح، مدير عام المستشفيات الجامعية بجامعة عين شمسن، أن إدارة المستشفى تعترف بأخطائها ولا تتجمل، بل تحاول إصلاحها، وأن المستشفى يوفر شهريا مليونا ونصف المليون جنيه لوحدة الطوارئ بمستشفى الأطفال، كما ينفق مليونا ونصف أخرى لمستشفى الباطنة.

من جانبه، علق الدكتور حسين خالد، رئيس اللجنة الطبية بالمجلس الأعلى للجامعات، قائلا: إن مشكلة نقص الأدوية بالمستشفيات الجامعية مشكلة خطيرة وأزمة خانقة تواجهها كل مستشفيات مصر وليست فقط المستشفيات الجامعية.

أضاف أن أزمة نقص الأدوية تحتاج إلى حلول مبدعة ومن خارج الصندوق، موضحا أن أحد أسباب الأزمة هو أن نظام التأمين الصحى لا يقدم الرعاية الصحية لكل المصريين، ويقتصر على بعض الفئات فقط.

أوضح د. حسين خالد أن الآلاف من المرضى خارج المنظومة التأمين الصحى لذلك يلجئون إلى مستشفيات الجامعية للعلاج، مؤكدا أن اللجنة الطبية مسئولة فقط عما يخص التعليم الطبى والمناهج، أما الشئون الإدارية فتخضع لإدارة المستشفى وعمداء الكليات ومديرى المستشفيات.أضاف أن كليات الطب تعتمد على ميزانياتها الخاصة، وتساعدها وزارة الصحة بتقديم الدعم وتوفير النواقص.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية