رئيس التحرير
عصام كامل

«صافيني مرة وجافيني مرة».. شعار الأرثوذكس والكاثوليك في الصعيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

العلاقة بين الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك، تشهد حالة شد وجذب على فترات متباعدة، ولا يمكن الجزم بأنهما في حالة وفاق تام، فهناك سمة أشياء تعكر صفوهما، لا يمكن لأحدهما أن يتنازل عنها خاصة أنها متعلقة بإيمان كلا منهما.


العلاقة بين البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، والبابا فرانسيس بابا روما، علاقة متفردة لا يمكن لأحد أن يلقي بالعتاب على الكبيرين، اللذان تحكمهما المودة والاحترام.

مؤخرا شكر البابا تواضروس بابا الفاتيكان، الذي أجرى معه مكالمة هاتفية طويلة، للاطمئنان على صحتة خلال رحلتة العلاجية لألمانيا، وأشار البابا إلى سعادته بمحادثة البابا فرانسيس، مؤكدا على العلاقة الطيبة التي تجمع بين الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان وبين الكنيسة القبطية المصرية، كما استقبل البابا تواضروس أيضا وفد من الفاتيكان خاصة برحلة الحج المقدس.

العلاقات الطيبة التي تربط البابوين لا يمكن إخفاءها، كما لا يمكن إغفال ما تشهده الكنيستين من مشاحنات، خاصة تلك التي تنطلق من الصعيد، وأخرها حديث الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، الذي أثار ضجة كبيرة.

حديث الأنبا مكاريوس الذي تناول فيه أسباب رفض المجمع المقدس لمعمودية الكاثوليك، وعدم اعتراف الكنيسة القبطية بكهنوت الكاثوليك ولا معموديتهم، وإنهم قلة مقارنة بالأرثوذكس، وهو ما أثار غضب الكاثوليك، وقال مطران الكاثوليك في المنيا إن حديث أسقف المنيا للأرثوذكس يفرق ولا يجمع، ويتنافى مع روح المحبة التي يدعو إليها الكتاب المقدس.

الخلاف بين الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك بالمنيا لم يدم طويلا، حيث خرج الأنبا مكريوس سريعا معتذرا عن تصرحياته، معبرا عن أسفه عن إن كانت المعمودية أغضبت بعض الكاثوليك، لكنه قال أيضا أن أمور العقيدة تخص الإيمان الأرثوذكسي.

من الصعيد أيضا شهدت العلاقات توافقا واضحا للعيان، حيث إن سوهاج شهدت علاقة خاصة بين الأرثوذكس والكاثوليك، حيث زار الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة يرافقه وفد من الآباء الكهنة، مقر مطرانية الأقباط الكاثوليك بسوهاج للترحيب بالأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر الذي يزور سوهاج حاليًا.

كان الأنبا يوسف أبو الخير مطران الأقباط الكاثوليك بسوهاج وعدد من الكهنة في استقبال وفد مطرانية سوهاج، ومن المقرر أن يزور بطريرك الكاثوليك مطرانية الأقباط الأرثوذكس غدا السبت.

يمكن القول إن الاختلاف والاتفاق طبيعة العلاقة التي تربط الأرثوذكس والكاثوليك، حيث ينطبق عليهم القول «دوام الحال من المحال»، يتفقا أحيانا ويختلفا أحيانا أخرى.
الجريدة الرسمية