رئيس التحرير
عصام كامل

ثابت والتابعى وأباظة يلتقون بنت السلطان في المريخ

محمد التابعي وفكري
محمد التابعي وفكري أباظة

في مجلة «الإثنين» عام ١٩٤٨ نشرت فكرة ابتدعها الكاتب الساخر فكري أباظة في حوار مع كريم ثابت ومحمد التابعي حول ما هو شعورهما لو سافروا إلى المريخ فماذا يدور بخاطره؟


«قال كريم ثابت: لماذا ذهبت إلى المريخ أول ما دار بخاطري أن أتشرف بمقابلة صاحب العصمة سلطان المريخ فذهبت إلى القصر وطلبت مقابلة عظمته فأجيب طلبي في الحال وقبل أن يأذن لي بالمثول أمام حضرته بالبدلة الاسبور وقد راعني من عظمته سعة اطلاعه ولما قدمت إليه جريدة المقطم التي أكتب فيها قال إنه يقرأها بانتظام ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل وبعد الأكل وقبل النوم، وقال لي عظمته إنه يتقن الأكل بالشوكة والسكين وأحيانا من غير شوكة وسكينة لفرط ديمقراطيته.

وقد حادثني عظمته في شأن كوكبنا الأرض فأذهلني غزارة معلوماته وقال لي عظمته إن الأنباء التي وصلته عن النزاع بين الإنجليز والبريطانيين قد تنذر بالشر لكنه أرسل رسله إلى إنجلترا يرجوها أن تتدخل في حسم النزاع.

شكرت عظمته باسم الإنسانية على تدخله ورجوته أن يبذل نفس المساعي بين الصعايدة والبحاورة ولا أنسى له وهو يودعني قال لي: "ابقي خلينا نشوفك يا كريم وفي اليوم التالي ذهبت إلى القصر بناء على الدعوة الكريمة واصر الأستاذ التابعي أن يصطحبني فلم أمانع في ذلك ولما دخلنا القصر وجدت في التابعي تجاه اليمين وسألته إلى أين؟

فقال ذاهب لدراسة مدى تغلغل الشيوعية في حريم عظمة السلطان، وقد بلغني أنه استقبل هناك استقبالا سيئا فقد ضربته السلطان صاحبة العصمة علقة سخنه وقابلني على باب القصر في حالة يرثى لها وأصر على الانتقام فاقترحت عليه أن نستعين بصديقنا فكري أباظة.

وفي اليوم التالي قال لي التابعي وهو يشير إلى فتاة كأنها القمر في ليلة أربعة عشرة وقال: آه.. إنها صاحبة السمو بنت السلطان وإن السلطانة ضبطته يغازل ابنتها فضربته علقة.. فأسرع فكري إليها يغازلها فقالت له ما أثقل دم غزتك أنت والتابعي وأنا أريد كريم فقط لا غير ثم صفعته على وجهه».
الجريدة الرسمية