رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم العالمي للغة العربية


ربما لا يعرف كثيرون من أبناء ودارسي اللغة العربية أن يوم 18 ديسمبر من كل عام هو يوم للاحتفاء باللغة العربية، حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم قرارها، الذي يقر بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، وربما لا يعرف الكثيرون أيضا أن تلك اللغة التي نَتحدثها أو بالأحرى نتحدث بعضا منها هي من أقدم اللغات، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدثها الكثير من الشعوب، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا، وهي أشرف اللغات وأسماها، وأجلها ويقال إنها لغة أهل الجنة، وهي لغة تعبدية حيث لا تجوز صلاة المسلمين إلا بها، كما تستخدمها بعض الكنائس المسيحية في الوطن العربي، وتتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى، بالإضافة إلى تمتعها بالعديد من الخواص منها: الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية.


وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه، وفنون اللفظ كالبلاغة والفصاحة وما تحويه من محسنات بديعية، وبرغم امتلاكها لكل هذه الخواص والميزات فإنها لم تعد مميزة اليوم بعد الغزو الثقافي الأجنبي لأوطاننا العربية، حيث صارت مهملة تعاني الإهمال والتهميش والإقصاء، بفضل أبنائها الذين صاروا يتنكرون لها تحت دعاوى متعددة وأفكار غريبة تدعي صعوبتها وجموديتها وعدم قبولها للتطور، وهي كلها ادعاءات خاطئة تتنكر للغتنا الوطنية التي تعبر عن هويتنا، وبهذه المناسبة فإنني أدعو مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم والجهات المسئولة للاعتناء بهذا اليوم، والتنويه عنه في البرامج الحوارية والإخبارية، ويا حبذا لو خصصت حلقات للحديث عن هذا اليوم عرفانا وامتنانا بلغتنا التي يحتفل العالم بها بينما يتنكر لها بنوها.
الجريدة الرسمية