رئيس التحرير
عصام كامل

خطوات دولية تسعى لعرقلة قرار ترامب بشأن القدس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يرحب المجتمع الدولي بالقرار الأمريكي الفاشي بشأن إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، لكن عدم الترحيب وحده لا يكفي إذا إن هناك خطوات مقابلة إذا نفذتها الدول الكبرى الرافضة للقرار ستكون حجر عثر أمام مخططات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والصهاينة بشأن زهرة المدائن.


القدس الشرقية
أولى تلك الخطوات هو اعتراف دولي مماثل بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وهذه تعد أهم خطوة مناهضة لقرار ترامب، لأن في حرب 1948 (النكبة) استطاعت المنظمات الصهيونية وعلى رأسها الهاجانا احتلال 78% من أرض فلسطين، وقامت باحتلال جزء كبير من القدس فسميت المنطقة التي احتلها العدو بغربي القدس والمنطقة التي بقيت تحت سيطرة القوات الأردنية بشرقي القدس.

ويوجد المسجد الأقصى في المدينة القديمة في القدس الشرقية بأيدي المسلمين إلى أن قامت حرب 1967 وعندها احتل العدو الصهيوني شرقي القدس أيضًا، وصدر قرار مجلس الأمن 242 القاضي أن تعيد دولة الاحتلال ما احتلته في حرب 1967 ومن بينها القدس الشرقية. وهو قرار لم ينفذ حتى الآن، علمًا أنه منذ 1967 قام الاحتلال بمصادرة ثلث أراضي القدس الشرقية، وبناء المستوطنات ويعيش في القدس الشرقية نحو 300 ألف مستوطن (2015).

مبادرة فرنسا وبلجيكا
وفي المقابل يعمل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشال، على صياغة مبادرة ضد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تسويق الإعلان الأمريكي في أوروبا، بحسب القناة العبرية العاشرة.

وأوضحت القناة العاشرة أن المبادرة ترتكز على إعلان القدس عاصمة مشتركة لدولة الاحتلال و"الدولة الفلسطينية المستقبلية"، وأن الرئيسين (ماكرون وميشال) سيطرحان المبادرة في القمة التي سيحضرها قادة الاتحاد الأوروبي، بعد غد الجمعة، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من زيارة نتنياهو إلى باريس وبروكسل، سعيًا لتسويق إعلان ترامب.

ونقلت القناة على ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، رفضت الإفصاح عن هوياتهم بسبب اعتبارات "سياسية"، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت تحديثا عاجلا بخصوص المبادرة "الفرنسية البلجيكية"، مساء اليوم، إلى جميع سفاراتها في أوروبا.

وأعلمت الخارجية الإسرئيلية سفارتها الأوروبية أن نص المبادرة، التي لم يتم صياغتها بشكل نهائي، قد يكون قاسيا وناقدًا، وقد يتضمن دعوة لإسرائيل بأن تقدم مؤشرات للفلسطينيين من شأنها أن تدفع ما يسمى بـ"عملية السلام" قدما، بحسب القناة العاشرة.

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات وتوجيهات مباشرة إلى السفارات في أوروبا ببدء العمل الفوري على أعلى المستويات الدبلوماسية في أماكن تواجدهم من أجل اعتراض هذه الخطوة.

الاتحاد الأوروبي
وأوضحت القناة أنه من أجل إقرار المبادرة "الفرنسية البلجيكية" في قمة قادة الاتحاد الأوروبي، المزمع عقدها يوم الجمعة المقبل، سيتعين عليها كسب تأييد قادة جميع الدول الـ28 الأعضاء، علمًا بأن جميع الدول الأعضاء تملك حق النقض (الفيتو)، وأنه لن يتم إقرار المبادرة دون توافق الدول الأعضاء عليها.

وفى الأسبوع الماضي، وبعد إعلان ترامب، حاولت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إصدار قرار من جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 يدين إعلان الرئيس الأمريكي، إلا أن (الفيتو) الهنغارى منع اتخاذ هذه الخطوة، ما دعا موغيريني إلى إدانة إعلان ترامب باسمها.

مقاطعة أمريكا ودولة الاحتلال
ومن بين ما يمكن أن تقوم به الدول الكبرى ضد دولة الاحتلال وواشنطن للتراجع عن القرار هو المقاطعة الفعلية، واتخاذ موقف حازم تجاههما وحظر استيراد المنتجات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.
الجريدة الرسمية