رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الملك فاروق يكتب: ظلمونى الناس

فيتو

في مذكرات فاروق الملك السابق لمصر، والتي نشرتها مكتبة الإسكندرية، كتب في فصل تحت عنوان «لا أشرب الخمر» يقول: لم يمثل الشراب أي إعزاز بالنسبة لي في أي وقت من الأوقات، وأنا أعتقد أن شاربي الخمر يمكن تقسيمهم إلى فئتين.. الأولى تشرب لأنها تريد أن تنسى وتهرب من مشاكلها، والفئة الثانية تشرب لكي تضحك وتحاول الإمساك بتلابيب لحظات بهجتها المنفلتة..لكنني لم اشعر بمثل هذه المشاعر فأنا أعتقد أنه كلما كان ذهن الإنسان صافيا واعيا فلن يتعذر عليه الشعور بالمرح.


وأضاف إنني لا أريد أن انسي، وشرب الخمر من وجهة نظري أشبه ما يكون بحضور عرض مسرحي حي يتابعه مشاهد أصم مغلق العينين!! وقد اعتدت مداعبة ضيوفي وسؤالهم عن الأسباب، فبعضهم يشرب لكي يهدهد نفسه للنوم، وكنت أدهش ولا أتخيل منطقهم وهل يطلبون النوم حقا أو الهروب!!

ارتبط لعبي القمار في كازينوهات أوروبا أيضا بلعبة بسيطة، فكنت أعد ناريمان أنني إذا ربحت الليلة فسوف أقدم لها الهدية التي تختارها، وهكذا اشتريت لها بعض قطع الفراء الثمينة، وجوهرة تاريخية نادرة، وأضفنا بعض التوابل الخاصة إلى شهر العسل، ولكنني كنت أخسر في أحوال كثيرة.

ولكن من كلمات اللوم والمبالغة التي كتبت في هذا الصدد أذكر أثناء زيارتي لأمير موناكو وصلتني رسالة من زوجتي تخبرني فيها أنها تشعر ببعض الآلام فعدت مسرعا داعيا، وبالفعل سمعت أخبارا سارة، وتأكدنا أنها حامل ولكن الصحافة- شأنها دائما- أفسدت تلك اللحظة الجميلة حين اختلقت قصة واهية ذكرت فيها أنني ذهبت إلى كازينوهات القمار بمونت كارلو.. فغضبت زوجتي ولزمت فراشها!!

وبالرغم من كل معاناتي فقد نسيت كل شيء حين حانت لحظة الانتظار المرتقبة، فلم أتركها دقيقة واحدة أثناء الولادة.. فكنت أنام على كنبة منخفضة عن سريرها، حتى أكون قريبا منها، وحتى أستطيع مساعدتها إذا احتاجت شيئا أثناء الليل!!

وجاء طفلنا قبل موعده بشهر كامل مفعما بالصحة والجمال وانطلقت المدافعية ١٠١ طلقة، ترحيبا وإجلالا لمولده وهي أجمل أصوات سمعتها أذني طوال حياتي فبكيت من فرط سعادتي!!

ولم تنجح نيران الحقد وسهام التشهير من إصابة هدفهما وشرورها وسمومهما.. فمازلت احتفظ بأجمل الذكريات والحقيقة قابعة في أعماقي سواء أصبح أبني ملكا أم لا فإنه في عيوننا.
Advertisements
الجريدة الرسمية