رئيس التحرير
عصام كامل

العمى السياسي بالقمة الإسلامية!


دعوا للقمة.. أهلا وسهلا.. ذهبوا للقمة.. أهلا وسهلا.. فنحن ومن الطبيعي أن نكون مع كل جهد ممكن لمصلحة الحفاظ على المقدسات حتى تحريرها.. لكن أن يجتمع ممثلو الدول الإسلامية الـــ 50 وتنتهي المقررات بعد خطب عصماء والتزام صارم بالبروتوكولات المعمول بها في كل مكان، ثم يناشد المجتمعون دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تعترف بها وأن يطالبوا المجتمع الدولي بدعم عملية السلام حتى إعلان دولة فلسطينية فهنا العمى السياسي بكل تفاصيله!


يا سادة: العدو الإسرائيلي يتحداكم جميعًا ويقول لكم ليس لكم أراضٍ عندي.. فهل من المعقول أن تردوا عليه بأننا "يجب أن نسير في عملية السلام"؟! يا سادة العدو الإسرائيلي حصل على دعم الراعي الراسمي للسلام وهي الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعلنت ضربها للعملية كلها بالحذاء وإهانتكم جميعًا وقررت نقل عاصمتها إلى القدس!! يقولون لكم لا قانون دولي ولا قرارات دولية ولا يحزنون.. وأنتم تردون بضرورة إحياء عملية السلام؟! ما هذا؟!

الأمر الآخر أن القانون الدولي وكل التعريفات التي في العالم كله تقول إن الدولة هي "أرض وشعب وسلطة" وغياب أي عنصر يعني أنه لا دولة.. وفلسطين التي تريدون العالم الاعتراف بها يحتلها العدو الإسرائيلي ويفرض سلطته عليها.. وأنتم تطلبون الدول بالاعتراف بفلسطين؟! فلسطين فعلا حصلت على اعتراف أغلبية أعضاء الجمعية العامة ومنذ سنوات طويلة ومن اعترف قد اعترف ولكن بلا فاعلية على الأرض.. ورغم عدم الفاعلية ذهبتم للمطالبة بإحياء عملية السلام؟! ما هذا؟!

بالطبع الحرب غير ممكنة.. لكن هناك أدوات كثيرة عقابية دبلوماسية وتجارية واقتصادية يمكن أن تتم وتكون موجعة على الأقل تمنع سيل الاعترافات القادمة المرتقبة بالقدس عاصمة للعدو والتي من المتوقع أن تسير خلف القرار الأمريكي!!

يا سادة.. أليس فيكم رجل "بيفهم في السياسة ووسائلها"؟! طيب أليس فيكم رجل "بيفهم في الصراع العربي الإسرائيلي وملفاته"؟! طيب أليس فيكم رجل "بيفهم في القانون الدولي وأدواته"؟! ما هذا؟!
الجريدة الرسمية