رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنيس منصور يكتب: النموذج السليم

فيتو

في عمود مواقف بجريدة الأهرام عام 2005 كتب أنيس منصور مقالا قال فيه:


"ما الذي ينقصنا ؟ وما هو الشيء الذي لا نجده في كل فكرة ؟ وما الذي يمنع الفكرة الجميلة من أن تعيش طويلا ويجيء من يضيف إليها فكرة أخرى أو تعديلات أخرى ويستمر كل شيء نحو ما هو أفضل.. ما الذي يجعل الواحد منا يقف في وجه الرأى الجديد، والاجتهاد الجديد ؟ كم مشروعا صفقنا له، وكان التصفيق نوعا من تشجيعه على الموت حيا".

وتابع:"وما من جلسة إلا وتدور فيها أشكال وألوان من هذه الأسئلة وتنتهى الجلسة عادة بعبارة واحدة وهى كفن لكل فكر وكل عمل.. نحن المصريين هكذا، ولكن ما معنى هكذا ؟.. معناها أننا عاطفيون.. حتى هذه الكلمة ليست دقيقة ولكن معناها أننا نتحمس بسرعة وتخمد الحماسة بسرعة، أو بعبارة دقيقة.. نارنا قش، والقش يشتعل بسرعة وينطفئ بنفس السرعة ويعود كل شيء إلى ما كان عليه قبل ذلك".

وأضاف "منصور":"لكن لماذا أيضا ؟ هذا هو السؤال الجوهرى في كل مناقشة لنا..أو كل نقد أو تجريح ذاتى ونحن ميالون إلى التجريح أكثر من ميلنا إلى النقد،لأن النقد مناقشة هادئة..والتجريح مناقشة دامية.. ونحن ميالون إلى الدم في الكلام، فلماذا كل هذا؟

لأننا ينقصنا الاستمرار، والاستمرار معناه القدرة على الصبر على تحقيق فكرة بشرط أن نكون قد آمنا بالفكرة، واقتنعنا بها، وعندنا استعداد آخر على التضحية من أجلها".

وواصل الكاتب الكبير في مقاله قائلا:"هذا الاستعداد لا يجئ إلا من صفة أخرى وهى الصدق.. وهناك صفة أخرى كريهة وهى أننا أنانيون بمعنى أن كل واحد يقول "أنا وليس بعدى أو أمامى أو ورائى أحد.. وهذا خطأ فكرى مذهبى عملى.. أن أحدا لا يستطيع وحده أن يحقق شيئا فلابد من الآخرين لكى ننجح معا ولا يهم من الذي ننسب إليه هذا العمل، ونحن نحتاج إلى تربية طويلة، أساس هذه التربية النموذج السليم والقدوة الحسنة على كل المستويات، ويكون الصدق هدفا وأسلوبا في الفكر وفى الحياة".
Advertisements
الجريدة الرسمية