رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» داخل «حضانة المطرية».. نهاية مأساوية لقصة كفاح سيدة بسيطة

فيتو

قبل عشر سنوات، انفصلت "منال حمدي" عن زوجها، بعد 11 عاما من الزواج، نتج عنه طفل في العاشرة، نمى في أحضان والدته، فبات شغلها الشاغل أن تبحث عن مصدر دخل تقتات به هي وصغيرها، ما دفعها لفتح حضانة تدرس فيها للأطفال، فيقول أخوها: "أختي عملت الحضانة علشان تصرف على ابنها"، إلى هذا الحد كان الوضع طبيعيا، قبل أن يضع القدر نهاية مأساوية لكفاح سيدة مصرية بسيطة.





دق جرس باب الحضانة في تمام الثامنة صباحا لتستقبل "منال" التلاميذ ببسمة تغمر وجهها.. مكان ممتلئ بالزينة والألعاب والرسومات المعلقة على الحوائط والأشجار، فهي ترى فيهم طفلها، واختارت ذلك المجال لتكون بالقرب من صغيرها.


وفي الساعة الثالثة من عصر الأمس، بدأت دقات قلوب الأمهات تضطرب على أطفالهم الموجودين بحضانة "منال" (لماذا تأخر الأطفال إلى هذا الوقت؟)، فيهرع أحد الآباء إلى الحضانة، متسائلًا عن أطفاله يطرق الباب بقوة عدة مرات، ولكن لا أحد على الجانب الآخر يجيب؛ ليصعد الأب بعدها إلى شقيق المعلمة متسائلًا "أين أولادي؟ وأين المعلمة؟" وازدادت الحيرة لديهم.



حاول شقيق منال فتح الباب هو الآخر لكن صعب عليه الأمر، فاستعانوا بأحد أبناء الجيران الصغار ليدخل من الشباك الخلفي للحضانة ويفتح الباب لهم من الداخل، لكن صدم الطفل بما رآه ما جعله يقف دقيقة مصدوما، فأصوات من بالخارج هي من جعلته يتخلص من صدمته ويفتح الباب، ليجدوا الأطفال ملقون على الأرض مع معلمتهم بالمطبخ هي الأخرى؛ ليسرعوا بنقلهم إلى المستشفى، لكن قد فات الوقت، فقد فاضت أرواحهم إلى بارئها.

"طفل أختي الوحيد استلمه والده اليوم بعدما علم بوفاة طليقته"، شقيق منال يتحدث عن نجلها.



وبعد إخطار رجال الشرطة، صرح مصدر أمني مسئول أن السيدة و3 أطفال لقوا مصرعهم، فيما أصيب 2 آخرون في تسرب غاز بمنطقة المطرية، وجار استكمال تحقيقات البحث الجنائي؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، وهم "كريم وليد" 7 سنوات، و"بسمة الله سيد" 9 سنوات، و"عمر سيد"، 8 سنوات، شقيق الثالثة، مقيمين بدائرة القسم، متأثرين بهبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب إثر اختناق غاز.

بينما نفت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الشقة ليست حضانة، وإنما تديرها منال حمدي، ٤٩ سنة، التي توفيت في الحادث؛ لإعطاء دروس خصوصية؛ موضحة أن الشقة ليست حضانة مشهرة لدى المديرية، وأنها شقة سكنية، حيث إن أقصى أعمار للأطفال بالحضانات ٤ سنوات، في حين أن الأطفال الذين تواجدوا في الشقة السكنية خلال حادث تسرب الغاز بها تتراوح أعمارهم من ٩ إلى ١٢ عاما، بينهم ثلاثة أخوة اثنان منهم لقوا حتفهم في الحادث، ويوجد شقيقهم الثالث ١٢ سنة في مستشفى المطرية يتلقى العلاج في العناية المركزة.
الجريدة الرسمية