رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حارة البرنس بروض الفرج.. أرواح تأتي وأخرى ترحل (فيديو وصور)

فيتو


بيوتٌ مُتلاصقة حتى يكاد يُخيل لك أنها تستند إلى بعضها البعض خِشية الانهيار، شوارعٌ ضيقة تتسع بالكاد لسيارة واحدة، وأهالي سَوّد الذعر وجوههم بعد أن فقدوا كل ما يملكون في غمضة عين، وأخفى تراب الأنقاض أحبتهم ودفن ذكرياتهم قبل منازلهم، كان ذلك هو الحال بحارة البرنس بمنطقة ترعة بدران بروض الفرج، حيث العقارات الثلاثة المنهارة، مشهد لم يفصله عن نظيره بحادث بولاق أبو العلا في شهر مارس الماضي، سوى أشهر قليلة، تزعم فيها الخوف والقلق والحزن الموقف، فيما انسابت دموع لم تتوقف الأعين عن ذرفها.

رصدت" فيتو" أول ليلة لأهالي حارة البرنس الذين فقدوا أربعة جدران كانت كل ما يملكون من حطام الدنيا، ليس ذلك فقط بل فقدوا ذويهم أيضًا، وبقى البعض محاصرًا بالموت داخل المستشفيات.

في الثالثة بعد منتصف الليل الهدوء والحزن يسيطر على جميع سكان حارة البرنس، بقايا أنقاض، سكان الحارة يتناوبون بين الأنقاض لإخراج ما يمكن انقاذه والبحث عن الشاب المختفي لهذا الوقت، وفي تمام الرابعة بعد فشل كل المحاولات في العثور على جثة الشاب لجأ إليها إلى أحد المشايخ للمساعدة في التعرف على مكانه كما يؤكد الأهالي.

وبجوار التواجد الأمني عِند منتصف الشارع جلست "أم إسراء" الأربعينية تحوقل تارة وهى تحمد الله على نجاة عائلتها وجيرانها من انهيار العقار، وتبكي تارة أخرى على ذكرياتها التي انهارت مع العقار، وتستعد لاستقبال جارتها التي وضعت طفلها الأول صباح أمس أثناء انهيار العقار، فأرواح تأتي وأخرى ترحل في آن واحد، وتظهر هنا "الجدعنة" فتنتقل الفتاة التي وضعت طفلها أمس في بيوت أحد جيرانها، بعد منع الأمن لهم من دخول منازلهم حفاطًا على سلامتهم.

"كنت في المستشفي بصرف الدوا من التأمين الصحي، ورجعت لقيت الدنيا مقلوبه وبيتي واقع" كلمات بدأ بها عم جمال حديثه عن كارثة أمس التي ظل بعدها مقيمًا على كرسي في الشارع إلى الآن، لايعلم ما سيدور به وأين يعيش، هل سيظل مقيمًا بالشارع.

وتقف أم عمرو في البلكونه متابعًة للموقف، وحارتها التي أصبح أكثر من نصفها رمادًا، وتحاول إزالة الأتربة التي ملأت منزلها، وإزالة غسيلها المعلق على المنشر الممتلئ بالرماد، لتسرد لنا مشهد أمس قائلة: "وديت بنتي الحضانة وراجعة بسرعة عشان اصحي ابني للمدرسة وأنا بصحيه سمعت صوت عالي فكرته انفجار، بفتح البلكونه لقيت غيامة تراب، فضلنا نصرخ ونحاول ننقذ جيرانا، وبنتي وديتها عند جيرانا على أول الشارع، والصبح راحت الحضانة تاني بنفس الهدوم".

وتابعت منال، "إحنا مهمتنا كنا نجيب ملايات نستر بيها البنات والستات، ونشيل الطوب من على الأرض عشان نوسع لعربيات الإسعاف".

بينما على النصف الآخر من الشارع صباح اليوم التالي للحادث الحياه تسير على طبيعتها وكأن شيئا لم يحدث، أفران العيش تمارس نشاطها، والسيدات تجلس على بداية الشارع وأمامها أقفاص الطماطم والخضار والفاكهة، والأطفال تلعب دون حمل أي هموم فالحياة لن تتوقف وسيمر عليهم الكثير.

العقارات الثلاثة انهارت تِباعًا حسب ما رواه مجدي وباقي أهالي المنطقة، الذين أكدوا أن هذه العقارات كانت مهددة بالسقوط وأنه عقب انهيار العقار الأول تتابعت باقي العقارات، وأرجع هذا السبب لرئاسة الحي الذين قاموا برصف الطريق، وإدخال معدات ثقيلة لا تتحملها البيوت بهذه المنطقة.

أما عن مراكز الشباب فلم يذهب إليها أحد من المواطنين، وأكد أحد الأشخاص العاملين بها على عدم تواجد أماكن بالمركز، وأنه غير مؤهل لاستقبال أي مواطن فالمركز متهالك أيضا.
Advertisements
الجريدة الرسمية