رئيس التحرير
عصام كامل

انسحاب أمريكا من الأمم المتحدة!


بعد العزلة العالمية التي وجدت نفسها فيها أمريكا بعد قرار رئيسها ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها الذي استنكره ورفضه العالم كله وأدانه كل أعضاء مجلس الأمن الدولي، خرجت واشنطن لتطالب بتخفيض ميزانية الأمم المتحدة.. ولعلنا نتذكر أن انسحاب أمريكا من إحدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة سبقه أيضًا انتقاد أمريكي لميزانيتها وأعبائها المالية.. فهل يمكن أن تنسحب أمريكا من الأمم المتحدة بعد أن استعصى عليها أن تستخدمها في تحقيق مصالحها، خاصة أنها تتجاوزها منذ سنوات ولا تكترث لدورها وقراراتها، مثلما فعلت قبل سنوات مضت في غزو أفغانستان وبعدها العراق، ومثلما تهدد الآن بأن تفعله مع كوريا الشمالية؟


ليس بالطبع سهلا الإجابة عن هذا السؤال، ولكن سهلا أن نرصد أن هناك ضيقًا أمريكيًا من المنظمة الدولية ورفضًا أمريكيًا متزايدًا للامتثال للشرعية الدولية بلغ ذروته في قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأيضًا استهجانًا للرفض الدولي الواسع والكبير لقرار ترامب الباطل، والتقليل من الغضب العربي بل العالمي الذي سببه هذا القرار، بالقول إن السماء مازالت في مكانها بعد قرار ترامب ولم تسقط على الأرض.

ويجب ألا نتجاهل أن لدى أمريكا الآن رئيسًا لا يراعي شيئًا في قراراته سوى مصلحته الشخصية فقط، ولذلك يمكنه أن يفاجئنا بقرارات صادمة في هذا الصدد.. فهو يرفض الالتزام بالاتفاق الدولي مع إيران، وانسحب من اتفاقية المناخ من قبل، وها هو يستهين بكل الاعتراضات الدولية بخصوص القدس الشريف.. ولذلك ليس مستبعدًا أن يجمد عضوية بلاده في المنظمة الدولية أو يتمادى في التصرف خارجها لأنه لا يريد أن يلتزم بالشرعية الدولية.
الجريدة الرسمية