رئيس التحرير
عصام كامل

الأنسولين.. الوقاية بالإقالة خير من استمرار الأزمات!


يكاد لا يمر يوم إلا وتحاول وزارة من الوزارات طمأنة الناس عن احتياجاتهم الأساسية.. فها هو وزير التموين يتحدث من حين لآخر عن احتياطات مصر من السكر مثلا، بينما في مرة أخرى يتحدث عن المخزون من القمح وثالثة عن الزيوت.. في حين يحاول وزير الزراعة طمأنتنا عن حال المحاصيل الزراعية والزيادة في بعضها.. بينما يسعى وزير الكهرباء إلى إشاعة الطمأنة نفسها عن حال الكهرباء والقدرة على تحمل أي أعباء في المستقبل القريب.. في حين يبدأ وزير التعليم -أي وزير التعليم- بالحديث عن حال الكتاب المدرسي والنقص في عدد القواعد وفي تكليف المدرسين وهكذا!


هذا يعني -أول ما يعني- متابعة هؤلاء لمهامهم وحصولهم على الأرقام الخاصة بذلك، وبما يسمح لهم بالتدخل وضبط ميزان أي خلل قبل الهنا بسنة!

نتوقف عند أداء وزارة الصحة فيما يخص المهام نفسها.. بل ربما أخطر وأهم.. فقد نتحمل تأخر الأكل والشرب لكن لا نتحمل ولا يتحمل أحد تأخر العلاج.. لا يتحمل أحد تأخر تسكين الآلام أو تدهور المرض لغياب الدواء.. وهنا.. فوزارة الصحة تفعل العكس.. عكس الوزارات الأخرى.. إذ من نقص الأدوية إلى نقص الألبان ومن الأخيرة إلى اختفاء الأنسولين لمرضى السكري ومنه إلى اختفاء البنسلين!

هل تفاجأ وزارة الصحة كل مرة بالأزمات؟ هل لا يتابع الوزير احتياجات وزارته والمتعاملين معها؟ أم أنه ينتظر الأزمات كل مرة للتعامل معها بعد وقوعها وليس قبل حدوثها لمنعها من الأساس؟!

صحيح هناك جهد جبار الآن يبذل خصوصًا من الشركة القابضة للمستلزمات الطبية للانتهاء من أزمة البنسلين قبل الخميس المقبل، وهناك أكثر من مليوني عبوة ستكون في الأسواق قبل السبت.. لكن لماذا تتحمل الحكومة أداءً ضعيفا مثل هذا؟ كيف يحدث.. بل كيف يتكرر ذلك في وزارة تتعامل مع أرواح الناس وشعارها "الوقاية خير من العلاج" ؟! هنا تصبح الوقاية بإقالة الوزير خير من العلاج باستمراره واستمرار الأزمات!
الجريدة الرسمية