رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«القلقاس» ينتزع عرش «الذهب الأبيض».. الأهالي ينتظرون المحصول لـ«تجهيز البنات» (فيديو وصور)

فيتو

جلس فوق «الدكة»، ممسكا بسيجارته، الـ«طاقية» تاجه الخاص، الـ«سديري» يطل من أسفل جلبابه على استحياء، في الخلفية «الخضار» يكسو الأرض يتمدد حتى يصطدم بالكتلة الخراسانية التي زرعها الأهالي وسط الأرض الخضرة.


عينيه تنقلت بين الأوراق الخضراء كالفراشة تبحث عن الرحيق، أمسك أحدها وقال «زراعة القلقاس بدأت بالقرية من عقود وأصبح محصولنا الأساسي».


ارتبط «القلقاس» بعيد الغطاس عند الأقباط، حيث لونه الأبيض الداخلي يختلف عن اللون المائل للسواد من الخارج، وهو ما يشير إلى عدم إمكانية الحكم على الإنسان من الخارج.


«القلقاس» يغسل جيدا بالماء، وهو ما يشير عند الأقباط إلى التخلص من الخطايا بالعماد أو «الغطاس».


«شوقي» أحد مزارعي قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، يروى حكاية القرية مع محصول «القلقاس»: «يعتمد فلاحو القرية على محصول القلقاس بشكل أساسي نظرًا لأنه من المحاصيل التي من الممكن أن يحصد بعد عام كامل من زراعته».


واستكمل «زراعة القلقاس بدأت بالقرية من عقود وأصبح المحصول الأساسي للقرية بالكامل، وذلك يرجع لطول فترة زراعته ويتخلل تلك الفترة زراعة محاصيل أخرى مثل الفاصوليا والملوخية والجرجير والفجل والذرة».


عائد محصول «القلقاس» يدخل مباشرة في بناء المنازل أو تجهيز العرائس، فيقول «شوقي»: «الفلاحون يعتمدون على الأموال التي تأتي من بيع المحاصيل التي يتم زراعتها خلال زراعة القلقاس ويعتمدون على ثمن بيعه في تشييد المنازل أو تجهيز العرائس».


«القلقاس» أصبح بديلا لـ«القطن»، الذي كان يوما محصولا ذهبيا، ينتظره الفلاحون في تجهيز العرائس، واستخدام العائد لسد الحاجة.


الرجل الستيني، الذي يعد شاربه علامة بارزة في وجهه، كشف أن ورق القلقاس يباع منفردا عن الثمرة، حيث يصل طن الورق إلى 700 جنيه.


وأرجع أمين معوض، أحد مزارعي القرية، سبب تخصص قرية شنوان في زراعة محصول القلقاس إلى أنه من الأكلات المحبوبة لدى سكان القرية والقرى المجاورة، لافتًا إلى أرض القرية من الأراضي شديدة الخصوبة وتقع على النيل، مشيرًا إلى أن محصول القلقاس من المحاصيل التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه.


ويضيف محمود الشيخ أن زراعة القلقاس من الزراعات المثمرة التي يستند الفلاح على عائدها آخر العام، حيث تبدأ زراعته من شهر فبراير وتمتد لعام كامل ويسمى "قلقاس شتوي" يُترك في الأرض من أجل رفع ثمن بيعه، لافتًا إلى أن هناك محصولًا للقلقاس يُباع في شهر أغسطس ويسمى "بشاير" ويقدر ثمنه حسب احتياج السوق.


وأكد أنه يتم تصدير محصول القلقاس للخارج عن طريق بيع المحصول لتاجر ويعمل هو على تصديره، مشيرًا إلى أن تصدير المحصول يؤدي لارتفاع ثمنه مما يعود عليهم بالنفع، لافتًا إلى أن زراعة القلقاس اختلفت عن الماضي، حيث كان الفلاح يقوم بزراعته فقط دون زراعة شيء آخر عكس الآن فالفلاح أصبح يزرع محاصيل أخرى أثناء زراعة القلقاس تكفي مصروفات أسرته، مؤكدًا أن قيراط القلقاس وصل ثمنه لـ10 آلاف جنيه.


ويوضح سعد الشافعي أحد تجار القلقاس أنه يشتري المحصول من المزارعين ويورده للأسواق المحلية داخل البلاد أو تصديره للخارج، مضيفًا أن المحصول يتم تصديره للدول العربية مثل "السعودية- ولبنان"، مشيرًا إلى أن يومية العامل في توريد المحصول للأسواق تصل لـ100 جنيه.

Advertisements
الجريدة الرسمية