رئيس التحرير
عصام كامل

العالم يحصد الكوارث في 2018.. الانهيار يهدد الاتحاد الأوروبي.. التنظيمات الإرهابية تسعى لبناء نفسها بشكل متطور.. الأوضاع المتوترة باليمن وسوريا والعراق تهدد بإشعال المنطقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"مصير مجهول" ينتظر العالم في عام 2018 حيث يشهد هذا العام توابع كارثية عديدة وقعت في 2017، فمستقبل تنظيم داعش الإرهابي غير واضح، وشَبح التفكك والانهيار يهدد الاتحاد الأوروبي وسط دعاوى الانفصال، وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني أحدث زلزالا سياسيا لا يتوقع أحد نتائجه المنتظرة.


الاتحاد الأوروبي
تسير بريطانيا على خطى ثابتة في مفاوضاتها من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتوشك على الدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات المتعلقة بالحديث حول شكل العلاقات التجارية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تتجه فيه إيطاليا أيضا إلى استخدام الشهادات الائتمانية المؤقتة كبديل للعملة الرسمية للاتحاد الأوروبي "اليورو"، ويقول المحللون في حال نجاح بريطانيا في الاعتماد على عملة خاصة بها بدلًا من اليورو، سيكون من السهل عليها الخروج أيضا من عباءة الاتحاد، والدخول في مفاوضات الإيطاليست.

الدور الأمريكي والروسي

وشهد عام 2017 انحسارا لدور أمريكا في عدة دول في الوقت الذي ينمو فيه دور روسيا، فمنذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زمام الحكم في يناير من العام الجاري، تضاءل دور أمريكا شيئا فشيئا في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم، فقد انسحب ترامب من اتفاقية المناخ في الوقت الذي يتزايد فيه دور فرنسا باعتبارها الحامية الجديدة لقضايا البيئة من خلال استضافتها لمؤتمر باريس للمناخ اليوم.

ويرى الخبراء أن دور أمريكا قل بشكل كبير في الشرق الأوسط ففي سوريا حصلت روسيا على نصيب الأسد في السيطرة على مقاليد الأمور بها، وفشلت في دعم الميليشيات المعارضة له بشكل يجعلها تتفوق على النظام السوري، حتى إنها رضت ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في حكمه حتى عام 2021 كما سعت روسيا لفتح مجالات جديدة لها في الشرق الأوسط إذ وقعت أمس على اتفاقية لإنشاء محطة نووية في مصر، كما اتفق الطرفان على تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وساعد قرار ترامب بالاعتراف بالمدينة المقدسة كعاصمة لإسرائيل في القضاء على دورها في جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكذلك تسعى فرنسا لإعادة فرض نفوذها من جديد عبر التدخل في حل أزمات الشرق الأوسط حسبما ذكرت وسائل إعلامية، فدعت إلى حل أزمة المهاجرين والاستقرار في لبنان وتحاول مساعدة سوريا في إعادة تشكيل سياستها بعد القضاء على داعش وإيجاد حلول للأزمات في اليمن، كما أقامت علاقات قوية مع الدول العربية.

العراق
أعلنت الحكومة العراقية منذ أيام القضاء الكامل على داعش، وأشار الكثير من الباحثين والمحللين حتى السياسيين أنفسهم إلى أن العراق ما بعد داعش سيكون أكثر تعقيدا، فالطموحات الكردية ارتفع سقف مطالبها علنا بإعلان رغبتها ضم مناطق أخرى تشمل سنجار ومناطق من كركوك وديالي، وفي هذا الصدد صرح مسئولون أكراد أن: العراق ما قبل سقوط الموصل لن يعود كما كان.

سوريا
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قلب قاعدة حميميم عن انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ويرى المحللون أن الدول الكبرى ستنتفض من أجل الحصول على أدوار ومصالح في سوريا، وبعد أن ساعدت روسيا الأسد في استعادة السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية، فإن موسكو نجحت في المناورة لكي تحتفظ لنفسها بأفضل الأوراق في الجزء الأخير من اللعبة الدبلوماسية المُفترضة، كما ستحاول إيران التدخل في سياسة الأسد في إدارة البلاد.

اليمن
وبعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح دخلت اليمن في مرحلة جديدة من الصراع، وهناك من يرى أن مقتله جاء لصالح عملية السلام في اليمن، بينما يؤكد البعض أن مقتله زاد الأمر سوءًا، إذا إن مقتله أعطى مساحة لجماعات الحوثيين الشيعية المدعومة من إيران للسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في مقابل حربهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية وهو ما يثير قلق منظمات حقوق الإنسان نحو الأوضاع الإنسانية التي تسوء كل يوم أكثر.

فلسطين
يقول المحللون إن قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، أطاح بكل الجهود التي تبذلها الحكومة الفلسطينية من أجل الاعتراف بها، وأعطى الفرصة لإسرائيل من أجل فرض نفوذها أكثر فأكثر في القدس من أجل السيطرة الكاملة عليه، وأشعل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن كان هذا احتراما للمفاوضات.

الجماعات الإرهابية
تفيد العديد من التقارير أن الهزائم المتكررة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا سيجعلهم يحاولون إنشاء معسكرات جديدة لهم في أفغانستان، في محاولة لإعادة ترتيب صفوفهم، ويحذر الخبراء السياسيون من زيادة الهجمات الإرهابية بالدول الكبرى التي تصدرت الحرب ضدهم في سوريا والعراق مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكذلك نشر "داعش" تؤكد أنه ينفذ هجمات إرهابية في أمريكا اعتراضا على موقفا بشأن القدس.
الجريدة الرسمية