رئيس التحرير
عصام كامل

«علي».. «كلمة السر» في الصلح بين حسن طلب وجابر عصفور

حسن طلب
حسن طلب

جسد نحيل وقامة متواضعة الطول، تصحبها ملامح هادئة مسالمة تصل إلى حد البراءة، متى رأيته يستقبلك بابتسامته مرحبًا بك رغم طبعه المعتاد في قلة الكلام.. هو على حسن طلب، نجل الشاعر الكبير حسن طلب الذي يعتبر أحد أبرز القامات الشعرية في مصر والوطن العربي.


لم يتخيل المتابعون للوسط الثقافي وأهله، أن يكون علي حسن طلب هو مفتاح اللغز والشفرة التي عملت على فك طلاسم الالتباس والخلافات الطويلة بين الشاعر حسن طلب والناقد الكبير جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، بعد استمرارها لأكثر من ١٠ سنوات.

بمكالمة صغيرة استطاع على إعادة سريان الماء في العلاقة بين الصديقين القديمين طلب وعصفور، بعد أن أطلق عليهما الوسط الثقافي لقب "الصديقين اللدودين"، كناية عن صداقتهما القديمة التي انقطعت حبال وصلها بعد اعتراض كل منهما على أفعال الآخر، خاصة بعد أن تقلد عصفور عددا من المناصب الرسمية التي لم يرق لطلب ممارساته فيها، ليبدأ فتيل علاقتهما في الاشتعال، حتى وصل إلى ساحة القضاء عندما أقام عصفور دعوة قضائية ضد طلب، يتهمه فيها بالسب والقذف، إلا أن طلب حصل على البراءة من التهمة الموجهة إليه.

تلك الخلافات الطويلة، كلها "علي" في نهاية الأمر بالصلح من خلال الأدب، حيث استشار والده في إمكانية دعوة الدكتور جابر عصفور إلى ندوة توقيع كتاب "ديوان حسن طلب" في المجلس الأعلى للثقافة أول أمس، فأبدى طلب موافقته على عرض نجله، مؤكدًا أن خلافاته مع عصفور كانت بسبب ممارساته المهنية في المناصب، أما الآن فلا داعي لاستمرار الخلاف.

بعد حصول "علي" على موافقة والده، أجرى اتصالا هاتفيا بالدكتور جابر عصفور، ليعرض عليه حضور حفل المناقشة والتوقيع، وهو ما وافق عليه عصفور، لأنه يعلم الثقل الشعري والثقافي لطلب، خاصة أنه من هواة قراءة قصائده.. وأكد عصفور خلال الندوة أنه ماكان ليأتي إلى الندوة لولا جهود "علي".

لم يهدأ قلب "علي" إلا في لحظة محددة من الحفل، عندما دخل الدكتور جابر عصفور إلى مقر المجلس فاستقبله طلب بحضن الأصدقاء القدامى، ثم قام في منتصف الندوة وقبل رأسه، شاكرًا إياه على كلمته الوافية التي شرح خلالها بواطن وجماليات قصائد طلب.
الجريدة الرسمية