رئيس التحرير
عصام كامل

الوحدة «8200» سلاح الموساد السري لإسقاط مصر والعرب «ملف خاص»

فيتو

إسقاط الدول العربية يظل دومًا هدفًا في الفكر الاستراتيجي الصهيوني، ويتماشى مع مبدأ التجسس والتنصت، لذلك كان لزامًا على الكيان الصهيوني تخصيص وحدات معينة داخل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" لهذا الغرض، وأبرز تلك الوحدات هي وحدة 8200 وهي فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسئولة عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع الإشارة وفك الشفرة.


بداية التأسيس
نشأت الفكرة قبل أكثر من 5 عقود، حينما دشن جهاز "أمان"، الذي يعتبر أكبر الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، قسما متخصصا في مجال التجسس الإلكتروني، أطلق عليه "الوحدة 8200"، ثم تطورت الفكرة وأصبحت الوحدة مسئولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، وبدأت عملها منذ ستينيات القرن الماضي، ولكنها تطورت بالتطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.


نشر أفكار التطبيع
ووضعت دولة الاحتلال برنامجا واضح المعالم منذ معاهدة كامب ديفيد، ومستمر حتى اليوم من أجل تجنيد الشباب المصري، وجعله حلقة من حلقات التطبيع، فضلًا عن إقناع الشباب بالأفكار التطبيعية على دفعات، أو استغلال هفواتهم لأهداف استخباراتية صهيونية.

وعقدت الكثير من المؤتمرات ومولت الكثير من الدراسات والبرامج البحثية منذ الثمانينيات، وتصرف مليارات الدولارات على ذلك، ولكن مع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت فرصة استقطاب الشباب أسهل وتلعب هذه الوحدة دورًا هامًا في هذا الشأن.

تأجيج الفتن
ويعمل أفراد هذه الوحدة على بث الفتن وترويج الشائعات، بالإضافة إلى استهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية دينية، وذلك عبر انتحالهم أسماء عربيةً وهمية، وفتح صفحات بمواضيع مختلفة، في سبيل خلق روابط افتراضية مع العرب.

التحريض على الثورة

وتؤكد التقارير الإسرائيلية أن الوحدة "8200" باتت تهتم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب العربي، لا سيما فيس بوك وتويتر، لبناء تصور بشأن التحولات التي يمكن أن تطرأ في العالم العربي، كما ساهمت في التحريض على الثورات في المنطقة.

أكبر وحدة تجسس

وتعتبر هذه الوحدة أهم وأكبر قاعدة تجسس صهيونية إسرائيلية في العالم، مقامة في منطقة غرب النقب جنوب الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة القريبة من الحدود مع مصر.

الدول المستهدفة

القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وأطباقًا لاقطة من أنواع وأحجام مختلفة، مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية، واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات أجنبية ومنظمات دولية وشركات أجنبية ومنظمات سياسية، إضافة إلى الأشخاص والأفراد، بمعنى أن الوحدة مسئولة عن التجسس على كل دول المنطقة بما في ذلك مصر، لأن تلك الدول لا تعد أجنبية فقط بالنسبة لدولة الاحتلال بل عدوة أيضًا.

كما تغطي مناطق جغرافية واسعة جدًا في الشرق الأوسط وقارة آسيا وأفريقيا، ما جعلها من حيث الأهمية موازية لقواعد مماثلة في العالم مثل القواعد التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي "NSA".

أهداف الوحدة

أهداف "الوحدة 8200" هو المساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء.

وتعتمد على ثلاث طرق في العمل في المجال الاستخباري وهي "الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش"، ويتطلب هذا النوع من المهام مجالا واسعا من وسائل التقنية المتقدمة.

ويقوم مجمع الصناعات العسكرية الصهيونية الذي تملكه الحكومة خصيصا بتطوير أجهزة إلكترونية بناء على طلبات خاصة من القائمين على "وحدة 8200"، التي يقودها ضابط كبير برتبة عميد.

وتم توظيف التقدم الهائل في مجال صناعة التقنيات المتقدمة في تطوير وتوسيع عمليات التنصت التي تقوم بها الوحدة، كما يوجد دور بارز لشركات القطاع الخاص في دعم الوحدة باختراعات تعزز من قدرات التنصت، علمًا بأن الحواسيب المتطورة التابعة لوحدة 8200 قادرة على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية، من خلال معالجة ملايين الاتصالات ومليارات الكلمات.

التنصت والرصد

ويعتبر التنصت على أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية من المهام الأساسية للوحدة "8200 "، فالهواتف الأرضية والنقالة، وأجهزة اللاسلكي يتم التنصت عليها بشكل دائم، والذي يساعد الوحدة على أداء مهمتها بشكل تام، هو أن السلطات هي التي أقامت شبكة الاتصالات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي بالتالي لا تحتاج إلى عمليات التقاط للمكالمات، بل إن المقاسم الرئيسية لشبكة الاتصالات الفلسطينية مرتبطة بشكل تلقائي بشبكة الاتصالات الصهيونية "بيزيك".

إلى جانب ذلك فإن شبكة الهاتف النقال الفلسطيني الوحيدة العاملة في الأراضي الفلسطينية والمعروفة بـ "جوال "، تعتمد على إسرائيل في الكثير من خدماتها، الأمر الذي يجعل الوحدة "8200 "، لا تحتاج إلى كثير من الجهود من أجل رصد المكالمات الهاتفية.

مراقبة حركة السفن
ومن بين أهدافها مراقبة حركة السفن في البحر المتوسط، إضافة إلى اعتبارها مركزا هاما لشبكات التجسس عبر الكوابل البحرية، التي تربط الكيان الصهيوني (إسرائيل) بدول أوروبا عبر مياه المتوسط إضافة لامتلاك القاعدة محطات تنصت سرية تزيد من فاعليتها.

ويتم نقل المعلومات التي تحصل عليها القاعدة المذكورة إلى قيادة خاصة تابعه للوحدة 8200 توجد في مستوطنة هرتسيليا على البحر الأبيض المتوسط.

مكالمات عبد الناصر
ويعد أهم إنجازات الوحدة 8200 التي نالت تغطية إعلامية كبيرة اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، وذلك أول أيام حرب 1967، وكذلك اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين ياسر عرفات ومسلحين تابعين لمنظمة جبهة التحرير الفلسطينية "أبو العباس" الذين اختطفوا عام 1985 سفينة الركاب الإيطالية إكيلو لاورو أثناء إبحارها في مياه المتوسط.

الحكام العرب

كما لعبت هذه الوحدة دورا في نشر الشائعات ضد العرب، وإهانة الحكام في المنطقة، وتحريض الشعوب بهدف إشعال المنطقة من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل أيضًا على تأجيج الخلافات العربية.

الجريدة الرسمية