رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبد القدوس :حضرت ولادة «سمراء» عبد الحليم

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

في مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب الكاتب والأديب إحسان عبد القدوس مقالا يقول فيه:

استمعت إلى أغنية "سمراء ياحلم الطفولة.. يا منية النفس العليلة، كيف الوصول إلى حماك.. وليس لى في الأمر حيلة"، ربما للمرة الألف، وحضرت أغنية سمراء وهى لاتزال جنينا في علم الغيب وهى لا تزال معنى يتردد بين عينى وخاطر الأمير عبدالله الفيصل، ثم أصبحت كلمات متقطعة حائرة بين شفتيه.


ثم اتسقت في أبيات منظومة، ثم ضمها كتاب، وحملت الكتاب بين ذراعى وسلمته إلى صديقى العزيز كمال الطويل.

سمعت سمراء يا حلم الطفولة وهى مجرد همهمات يطلقها كمال الطويل، ثم تصبح نقرات بأصابع يد فوق مكتبى، ثم تنطلق لحنا يلتقطه عبد الحليم حافظ ويغنيه قطعة قطعة كأنه يتذوق ثم ينطلق يغنيه، يغنيه أولا بلا آلات موسيقية، ثم يلف صوته بأنغام خمسين آلة كأنه يقيه ويصونه ليبقى أبد الدهر.

إنى عندما أسمع سمراء أحس بشيء آخر غير مجرد الطرب، أحس كأنما أشهد خلقا فنيا حضرت ولادته منذ كان معنى حائرا بين عينى الأمير عبدالله الفيصل.

حقا إن أغنية "سمراء" نقطة تحول في أشعار الأمير وفى ألحان كمال الطويل وفى غناء عبد الحليم حافظ.
Advertisements
الجريدة الرسمية