رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا البطرسية.. شهداء بكافة دوافع الاستشهاد

فيتو

"هوذا مسكن الله مع الناس.. وهو سيسكن معهم.. وهم يكونون له شعبا".. لافتة تقابلك مجرد أن تخطو قدماك مدافن شهداء البطرسية، بدير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بالمقطم.


وتحل اليوم الذكرى الأولى لحادث تفجير الكنيسة البطرسية في الحادي عشر من العام الماضي، وأسفر عن استشهاد 29 شخصا أثناء الصلاة داخل الكنيسة.

اللافتة الموضوعة على مقبرة شهداء البطرسية، تعكس مقدار الشهداء لدى الكنيسة التي أقامت اليوم قداس الذكرى الأولى، وحرص البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، على مشاركتهم التعازي.

الكنيسة ترى أن ضحايا البطرسية شهداء بكافة دوافع الاستشهاد، وأولى هذه الدوافع هي "السهر"، حيث استشهدوا في يوم الأحد، وهم مسبحين ومستعدين، ومصابيحهم منيرة بالمعمودية وسر الميرون -حسب التقليد الكنسي-.

وتنطبق أيضا على شهداء البطرسية آية "أحقاؤكم ممنطقة"، حيث كانوا مستعدين للجهاد الدائم، فقد كانوا في القداس الإلهي يصلون، كما أعطوا أغلى ما عندهم وهي حياتهم لنوال الاستشهاد.

انطبقت ثلاث صفات أخرى على شهداء البطرسية، وهي الأمانة، حيث تنطبق عليهم الآية: "كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة"، فالأمانة في المسيحية هي شرط دخول ملكوت السموات.

الكنيسة ودعت الشهداء بالأجراس والطبول، والزغاريد والبخور، الممزوجة بالدموع، فالتفجير الضخم الذي وقع في صباح يوم الأحد في الحادي عشر من العام الماضي، هز العالم كله.

ذهب 29 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال في صباح ذلك اليوم، لحضور القداس في الكنيسة البطرسية الملاحقة للكاتدرائية المرقسية، وهم لا يعلمون أن هذا هو القداس الأخير الذي يشاركون فيه، قبل أن يتسلل تفجيري إلى داخل الكنيسة، وهناك في المقاعد المخصصة للنساء يفجر نفسه بحزام ناسف.

لم تمر سوى دقائق وانتشرت الأشلاء في أرجاء الكنيسة، الفزع والخوف، كانا يتصدران المشهد، الدماء سرت حتى غطت أرضية الكنيسة، خيم الحزن والموت والأسود على الأجواء.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، شارك في الجنازة، بعد أن تاكد من اسم منفذ التفجير، ليعلن للعالم كله اسم الإرهابي، ليشفى ولو قليل من آلام أسر الشهداء والمصابين.

الكنيسة لم يفارقها الحزن حتى يومنا هذا، فلم تشاء أن تزيل أثار الدماء رغم ترميمها وإزالة آثار الانفجار، حتى أن الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة والمنيل، قال إن الأجانب والمصريين يتباركون بالدماء، ويقبلون الحوائط من أجل نوال البركة.
الجريدة الرسمية