رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إلى من يطالبون بالتظاهر من أجل القدس


دعونا نتفق أن استغلال الطاقات في الهتاف بعد عمر طويل من الممارسات الإسرائيلية في الأرض المحتلة لم يؤت أي ثمار سوى الضغوط الشعبية على الحكومات من أجل دفعهم إلى اتخاذ إجراء.. وهو ما حدث بالفعل دون انتظار أي تظاهرات من قيام مصر بكل ثقة وحكمة مع بعثات "بوليفيا وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي"؛ لتقديم طلب لمجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ للمجلس قبل نهاية الأسبوع؛ لمناقشة ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية من قرارات مخالفة للشرعية الدولية بنقل السفارة إلى القدس اعترافًا بها عاصمة لإسرائيل.


إذًا اللجوء للقنوات الرسمية للاعتراض هو الهدف الذي نتفق عليه، وماعدا ذلك هو هتاف وصياح كثيرا ما نراه على شاشات التليفزيون، ومنطقيًا لن يؤثر فى القرار، إنما ما نريده ونسعى من أجل تحقيقه هو كيف نؤثر فيمن اتخذ هذا القرار كما يقولون "أخذ الحق صنعة".

إسرائيل تقر بأن لها أطماعًا في المقدسات وتسعى لها بخطة مدروسة وتعمل من أجل تحقيقها، وخلال سنوات سابقة كان التمهيد لإعلان ذلك ببذل الجهود المضنية من أجل إنجاح الفوضى الخلاقة.

عام 2005 قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" في حديث صحفي مع جريدة "واشنطن بوست" عبَّرت عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية في "الشرق الأوسط الجديد" بعد الغزو الأمريكى للعراق بمسمى لأول مرة نسمعه تحدث عنه كاتب أمريكى يدعى "دان براون" من قبل.. حيث ذكر مسمى "الفوضى الخلاقة" وعندما قوبل ذلك بالرفض تم تعديل المسمى وتغليفه بمسمى جديد وجذاب باسم "الربيع العربى".

الطامعون يدرسون جيدًا لسيناريوهات رد الفعل وسط استهدافهم لدولة تلو الأخرى، ولهذا فإن رد الفعل الرسمى للدولة مطلوب أن يضمن أمان المنطقة غير المستقرة أساسًا.. وفى حالة اختلال موازين القوى وتحكم القطب الواحد نحتاج إلى تغليب الحلول السلمية إلى أبعد مدى ومتابعتها وحشد الرأى العام الدولى بحكمة وإلا دفعنا المنطقة للهاوية، ولن يرحم التاريخ أبدًا أصحاب القرار.

دعونا نعترف أننا نتكلم وهم يعملون.. هم المنتجون ونحن المستهلكون.. هذا هو الفرق بيننا.. تُرى أمام العالم من منا يستحق أن يقفوا معه في صالح قضيته؟!

فلنفيق من غفلتنا ولنعرف أين نحن الآن؟ وأين نحن ذاهبون؟ ولنغير ثقافة الهتاف التي لم نجن منها إلا ما حصدناه من تردٍ وتراجع في كل شيء.. الآن لا حل إلا استرداد قيمتنا ومكانتنا سواء في القارة الأفريقية أو منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على توازن المنطقة.

علينا من الآن تفعيل ثقافة العمل لنثبت أن لنا قيمة ولنعمل من أجل خلق دولة قوية غنية بأبنائها، تكفي احتياجاتها بعمل أبنائها فمن يملك قوته يملك قراره.. هذا لكي يكون لأبنائنا من بعدنا كلمة مسموعة بين الأمم.
Advertisements
الجريدة الرسمية