رئيس التحرير
عصام كامل

استقالة عبد الوهاب من «الموسيقيين» لاتهامه بالرأسمالية

الموسيقار محمد عبد
الموسيقار محمد عبد الوهاب

تحت هذا العنوان ( النيران في نقاباتنا الفنية ) كتب محمد تبارك في مجلة صباح الخير عام ١٩٥٦ يقول:


منذ أن وجدت النقابات الفنية في مصر عام ١٩٤٣ وترمومتر الحوادث يسجل كل يوم ارتفاعا وانخفاضا، فحين وضعت الحرب العالمية أوزارها وبدأت الطبقة العاملة تشعر بقلة النقود في يدها التي كانت تقبضها.. دقت الحرب واعتبرت السينما والمسرح شيئا كماليًا بعد أن كان ضروريا فقل الإقبال عليها بشكل كبير.

وبدأت السينما تشعر بوجود أزمة تهدد كيانها، وبعد أن كان الموسيقيون يعتمدون في معيشتهم على الحفلات والعمل في المسارح الاستعراضية وأصبحت الإذاعة عندهم هي كل شيء.

ظهر بعد ذلك أكبر عدد من المعطلين وأصبحت قضيتهم مطالبة مجالس إداراتهم بالبحث لهم عن عمل ويحاول كل مجلس في النقابات الثلاث الوصول إلى حل دون جدوي وبات المخرج الوحيد تحويل نقاباتنا من عمالية إلى نقابات مهنية وآمن السينمائيون والممثلون والموسيقيون بهذه القضية.

وفجأة أصدرت حكومة الثورة قرارا بتحويل جميع نقاباتنا الفنية إلى نقابات مهنية ورغم ذلك تفجر أكثر من بركان داخل النقابات. 

ففي السينمائيين انفجر أول بركان عندما تكونت نخبة قيد لاعادة النظر في الأسماء القديمة من أعضاء النقابة واختيار من يصلح منهم لكن اللجنة كانت حنبلية فرفضت طلب انضمام أكثر من مخرج بحجة لا يصلح ولا يحسن الأمر سوي حكم مجلس الدولة بالسماح لجميع أعضاء نقابة السينمائيين العمالية بالانضمام إلى النقابة المهنية دون قيد أو شرط؛ كانت النتيجة صراع بين الصف الأول والصف الثاني بإسقاط مجلس النقابة انتخاب جديد وتكون الصف الأول نادي باسم نادي السينما.

أما البركان الثاني في الموسيقيين في الخلاف بين المطربين والعازفين الذين يقولون لماذا يتقاضى المطرب مائة جنيه في الوصلة الواحدة ونحن نقبض ملاليم.

اتهم بعضهم محمد عبد الوهاب وكان نقيبا للموسيقين بأنه رأسمالي يتقاضى في وصلة الغناء الواحدة مائة جنيه وانتهي الأمر بتقديم عبدالوهاب استقالته وبقية المجلس، فتفجرت مشكلة العاطلين في النقابة.

البركان الثالث في نقابة الممثلين فيطالب فيها الأعضاء بإقصاء الممثلين المنتجين من النقابة وأن يأخذوا أسماءهم من غرفة صناعة السينما، وفي نفس الوقت يصر الأعضاء المنتجون على القيد في النقابة.
الجريدة الرسمية