رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإمام الطيب.. تحية واجبة


لم يكن قرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب برفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، ردًا على اعتراف واشنطن بالقدس العربية عاصمة للكيان الاستيطاني الإسرائيلي، سوى صرخة مدوية ألهبت قلوب وعقول ملايين المسلمين حول العالم، فقد جاء بيان الأزهر في هذا الشأن ليقول: "هنا القاهرة"، وليؤكد أن مصر التي تحتضن الأزهر الشريف والتي ضحت بأرواح آلاف الشهداء من أجل قضية فلسطين العادلة، ستظل في صدارة الدول العربية والإسلامية المدافعة عن القدس.


لقد قالها الطيب بجسارة: "كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا"، تلك العبارات التي ستظل في ذاكرة التاريخ إلى الأبد، جددت التذكير بمواقف الأزهر التاريخية دفاعًا عن المقدسات والمسلمين في العالم.

وبالطبع فإن موقف الإمام الأكبر ليس بمستغرب عليه، وهو الذي أصر قبل أيام على زيارة مسجد الروضة بسيناء، الذي شهد عملا إرهابيا جبانا أسفر عن عشرات الشهداء، وأمّ المصلين فيه، مؤكدًا أن المعتدين على المسجد "خوارج وبغاة ومفسدون في الأرض"، كما كان موقفه قويًا بشأن اضطهاد مسلمى الروهينجا في ميانمار.

أما في ملف تجديد الخطاب الديني فإننى أدعو الجميع إلى معاودة الاستماع إلى الخطاب العالمي الذي ألقاه الطيب داخل البرلمان الألماني "البوندستاج" في مارس عام 2016، والذي يمثل بحق وثيقة تاريخية مهمة جدا أجابت على كل مخاوف الغرب، وأكدت براءة الإسلام التامة من الدعوة للعنف والتطرف والإرهاب، وليس خافيًا أن خطاب الطيب كان ساحرا ومقنعا بما يكفي، وقد أثار إعجابًا منقطع النظير ليس فقط في ألمانيا ولكن في كل أنحاء أوروبا.

لقد أثبت الطيب وبالأخص خلال السنوات الأخيرة أن الأزهر وشيخه في مقدمة الصفوف دفاعًا عن الوطن والدين والمقدسات، بل إنه يقود الأمة كلها الآن دفاعًا عن القدس، وأتصور الآن أن أولئك الذين تهجموا على الشيخ الطيب ومؤسسة الأزهر مدينون باعتذار، فقد تحمل الرجل والمؤسسة كل الحملات الظالمة بإباء وصبر، وأكد عمليًا أن للوطن وللإسلام حصنًا شامخًا في قاهرة المعز، فتحية للإمام الأكبر وللأزهر الشريف.
Advertisements
الجريدة الرسمية