رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين والسيسي وموعد مع التاريخ!


اليوم سينتهي فصل في العلاقات "المصرية - الروسية" ليبدأ فصل جديد.. اليوم يوم كتابة سطور إضافية في تاريخ البلدين نرى أنها ستكون سطورًا مضيئة.. اليوم ستدخل المنطقة كلها إلى مستوى لتترك مستويات لم تعد مناسبة لما هو قادم!


نجزم أن معظم ما قيل في عهود سابقة عن العلاقات "المصرية - الروسية" كان تلفيقًا تطلبته مسارات أريد لها أن تنتهي.. كما أن معظم ما قيل عن أفق العلاقات الاستراتيجية لا مع الولايات المتحدة كان أيضًا تلفيقًا تطلبته تحولات أريد لها أن تبدأ.. ومنذ تحمل الرئيس السيسي المسئولية إلا وعادت معه القدرة المصرية على الفعل.. ليس فقط السير إلى مسارات تحتمها المصلحة وإنما في القدرة على صنعها!

اليوم يتم تصحيح ليس العلاقات مع روسيا وإنما تصحيح درجتها.. كان بيننا في الماضي سلاح وسد عالٍ ومصانع ثقيلة من حديد وصلب وألومنيوم والنصر للسيارات وصناعات كيماوية، واليوم بيننا مشتركات في سوريا وتوافقات في ليبيا وتفاهمات في اليمن وشراكة في مناطق صناعية في قناة السويس واتفاقيات في الضبعة واستعادة -تأخرت كثيرا- لخطوط ذاهبة وعائدة في الطيران وفي السياحة.. اليوم يوم لوضع النقاط على الحروف ولحوار مسموع وعقول منفتحة ومصالح مشتركة والتفاف على كل الأسافين التي حاولت قوى الشر دسها في العلاقات بين البلدين!

أهلا بقيصر روسيا.. الدولة التي هدد قائدها ذات ليلة بضرب بريطانيا وفرنسا بالصواريخ النووية وحدد عدد الصواريخ الكافية لإنجاز المهمة إذا لم يوقفوا عدوانهم في 1956 لتبلغ العلاقات بين البلدين حدًا غير مسبوق إلا في استشهاد جنود روسيا وضباطها معنا ونحن نبني حائط الصواريخ.. وإن كان الزمن غير الزمن والظروف غير الظروف والواقع غير الواقع إلا أن حرارة الماضي كفيلة بصناعة الدفء في علاقات الحاضر والمستقبل وطي أي صفحات للعتاب تسببت فيه أخطاء من هنا أو من هناك..

أهلا ببوتين بالقاهرة.. وإن كانت الجغرافيا من صنع الإله العظيم فالتاريخ يصنعه البشر.. طيبون وأشرار على السواء.. لكن تبقى السطور المجيدة منه يكتبها العظماء.. واليوم نتطلع إلى تلك السطور الجديدة بين بلدين كبيرين عظيمين يستطيعان أن يفهما تغيير أشياء كثيرة في عالم يعج بالألغام الخطيرة على كل شبر منه!
الجريدة الرسمية