رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان أبو الخير يكتب: شيخ الأزهر يمثلني

فيتو

بملامحه المصرية الأصيلة التي تخترق قلب كل من يراها، وبهدوئه الذي ينم عن حكمة كبيرة وبرؤية ثاقبة يعرفها القاصي والداني، وبتواضعه الجم الذي لا يصدر إلا عن عالم كبير يقف على رأس أعرق مؤسسة إسلامية في العالم، وبوطنيته الشديدة ومواقفه الثابتة التي لا تتزحزح من قضايا أمتنا العربية والإسلامية، إنه الإمام المجدد الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.


تعاملت مع فضيلة الإمام عن قرب في أكثر من مناسبة، رأيته عالما شديد الإخلاص والحب والحماسة لوطنه وأمته، فلم يكن بمستغرب على فضيلته أن يكون حاضرًا وقت أن صمت الجميع، وأن يتخذ هكذا موقف من قضية تمس أحد مقدساتنا، وقت أن عزت المواقف.

لقد خرج علينا الإمام بموقف مشهود نال احترام الجميع في الداخل والخارج، وكعادته دائما ما يكون رجل المواقف الصعبة، فمن غيره يصدح بالحق في وجه دولة ظنت نفسها الحاكمة بأمرها في الأرض بإعطائها ما لا تملك لمن لا يستحق، ومن غيره يقف في وجه المغتصب رافضا مقابلة الرجل الثاني في هذه الدولة، في صفعة على وجه نظام عالمي سلبي ومتخاذل.

موقف ليس بالغريب على رجل شديد الغيرة على دينه، فالقضية تمس أحد أهم المقدسات الإسلامية- أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي "صلى الله عليه وسلم"- إلا أن ردة الفعل والشجاعة في اتخاذ قرار كهذا، مع الرجل الثاني لدولة أجبرت قوتها الكثيرين على التزام الصمت حيال القرار، لهي دليلٌ واضح على أن الإمام لا يخشى في الحق لومة لائم، حتى ولو كان للدولة الأكبر في العالم.

كان الإمام حازمًا صريحًا في رفضه، مستخدمًا عباراتٍ غايةً في القوة، حين قالها مجلجلة: "لا يمكن أن أجلس مع من يزيفون التاريخ، ويسلبون حق الشعوب"، و"كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون"، واضعا المسئولية على من اتخذ القرار، في موقف مشهود حذى حذوه قادة آخرون، لم يكونوا ليجرؤوا عليه قبل أن يفعلها الإمام.

إنني، ومعي ملايين المسلمين في العالم، لنشعر بالفخر بعد أن رأينا على رأس الأزهر رجلا لا يخشى في الله لومة لائم، يرعى قضايا أمته وينصر الحق أينما كان، ويرفع صوته صادحا بالحق في وجه الظالم، حتى ولو كانت الدولة الأقوى في العالم... لله درك يا إمام، فعلى يديك عاد الأزهر لمجده درعًا واقيًا وسدًا منيعًا يدفعني لأن أقول وكلي ثقة... شيخ الأزهر يمثلني.
الجريدة الرسمية