رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الجامعة العربية».. أسد على الضعفاء ونعامة مع أمريكا

الجامعة العربية
الجامعة العربية

انتفاضة ثالثة يتم دعمها عربيا وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية والضغط بالملفات الثنائية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وأمريكا، كانت تلك الحد الأدنى لمطالب الشارع العربي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن للقاهرة وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.


انقلبت الدنيا في الشارع العربي وكشفت عن مواقف مشرفة للعرب أجمع مثل قرار شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بعد رفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكى، كما اتضحت مواقف مخزية للجامعة العربية بعد بيانها المليء بالشجب والإدانة.

وزراء الخارجية العرب الأعضاء بجامعة الدول العربية جميعهم تحدثوا أمس أمام الكاميرات حتى منتصف الليل بشأن القدس، جميعهم أعلنوا رفضهم الشديد أمام الكاميرات ومعظمهم كانت كلماته مليئة بحماسة الدفاع عن مدينة القدس، والتأكيد على أنها عاصمة للدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وستبقى كذلك، ولن يكون هناك سلام مع الكيان الصهيوني بدون القدس.

المطالبة بقرار حاسم وفاعل بعيدًا عن الشعارات والبيانات المليئة بالإدانة والشجب كان مطلبًا رئيسيًا لجميع وزراء الخارجية العرب أمام الكاميرات التليفزيونية، ورغم صدور قرار جامعة الدول العربية في عام 1980، خلال انعقاد القمة الحادية عشر في عمان وقتها ينص على التصدى للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع جميع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها وبالفعل طبق ذلك القرار حين قررت كل من دولتى السلفادور وكوستاريكا، نقل سفارتيهما في القدس في 2006، قائلتين إنهما تريدان الالتزام بالمعايير الدولية، وجاء الرد العربى سريعًا بقطع جميع العلاقات مع هاتين الدولتين، ليتراجعا على الفور عن قرارهما.

وكان موقف الجامعة العربية أمس ضعيفًا مع الولايات المتحدة الأمريكية ينطبق عليها المثل الشعبي: «أسد على الضعفاء ومع أمريكا نعامة».

واكتفت الجامعة العربية بصدور قرار لها في الساعة الثالثة فجر اليوم وسط تحفظ عراقى واصفة هذا القرار بأنه دون المستوى وأبدى وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، تحفظه على القرار العربي الذي صدر في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة، فيما أعرب عن أسفه لرفض المقترح العراقي وضعف القرار العربي.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب: "الوزير إبراهيم الجعفري أبدى تحفظه على القرار العربي الذي صدر في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة"، مبينا أنه "تم رفض مقترح عراقي يتضمن اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس الشريف".

وأضاف محجوب أن "الجعفري أعرب عن أسفه لرفض المقترح العراقي وضعف القرار العربي لكونه دون المستوى المطلوب ولم يرتق لحجم التهديد الذي تواجهه القدس الشريف"، مشيرا إلى أنه "دعا الدول العربية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات السياسية والاقتصادية التي من شأنها حماية القدس".

وأكد محجوب أن "موقف وفد وزارة الخارجية العراقية جاء منسجما مع تطلعات شعب وحكومة جمهورية العراق وآمال الشعوب العربية بنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي تواجهها".

وأعلن مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية عن رفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا القرار خرقا خطيرا للقانون الدولي.

وأدان البيان الختامي للاجتماع، قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها في تل أبيب إلى القدس، معتبرا أن القرار "يقوض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى".

وطالب المجلس الولايات المتحدة بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها اللاشرعي واللاقانوني لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو من العام 1967.

وقرر مجلس الجامعة العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية.

وقال البيان الختامي: "إن هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القدس هو تطور خطير، ووضعت به الولايات المتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام".

وأكد المجلس التمسك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصا 465 و476 و478 و2334، التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة.

وجدد مجلس وزراء الخارجية العرب التأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967.

وحذر المجلس من أن العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، واستمرار محاولات إسرائيل —القوة القائمة بالاحتلال- وتغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين.

كما اعتبر الوزراء القرار الذي أصدره ترامب يوم الأربعاء انتهاكا للفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية الجدار العازل الذي عزل أجزاء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، فضلا عن ذلك، أكد الوزراء العرب على تشكيل وفد من لجنة مبادرة السلام العربية للتواصل مع المجتمع الدولي.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن مبادرة السلام العربية التي أقرت عام 2002 لا تزال قائمة ولا بديل لها اليوم.
Advertisements
الجريدة الرسمية