رئيس التحرير
عصام كامل

الصحراوي الغربي والشرقي ببني سويف.. الموت على قارعة الطريق (صور)

فيتو

تبعد محافظة بني سويف نحو 120 كيلو متر عن القاهرة، ويربطها بعاصمة المحروسة 3 طرق رئيسية، أحدهم زراعي والآخرين صحراويين، يصلان المحافظة من ناحيتي الشرق والغرب بعاصمة المحروسة.


وبالرغم من أن المسافة لا تستغرق أكثر من ساعتين، ذهابًا أو إيابًا، إلا أنها تكون بمثابة ساعتي رعب وفزع، جراء ما يشهده الطريقان الصحراويان "الشرقي والغربي" من حوادث طرق مروعة، شبه يومي، فأطلق عليهما السائقون والأهالي "طريق الموت السريع".

يقول سمير عبد الهادي، من مركز الفشن، جنوب بني سويف: عندما تضطرنا الظروف السفر إلى القاهرة، نعيش لحظات رعب طوال تواجدنا على الطريق الصحراوي الشرقي المعروف بـ"طريق الموت"؛ لما يشهده من حوادث متكررة يومًا تلو الآخر، في ظل غياب الخدمات الأساسية عن الطريق الذي حصد عشرات الأرواح، خلال الفترة الماضية، خاصة المنطقة التي تقع ما بين نفق سنور ومنحنى أبوصالح، والتي دفع مئات الأبرياء أرواحهم لضحايا لحوادث الطرق، فلا يكاد يمر يوم على هاتين المنطقتين إلا ويشهد حادثًا مروريًا مروعًا، يخلف قتلى ومصابين، وعادة ما تتشابه أسباب الحوادث التي دائمًا وأبدًا يكون نفقا سنور وأبو صالح قاسمًا مشتركًا في حدوثها.

وقال محمود جلال، مهندس مدني: هذا الطريق به منحنيات خطيرة، ويجب أن يكون بها معايير معينة للسلامة، وتكون هذه المعايير صارمة لإلزام السائقين بالسرعات المحددة، ومن هذا عمل مجموعة من المطبات الصناعية؛ لأن العديد من السائقين، خاصةً سائقي الأجرة، يقوم بإبطاء السرعة في طرق المنحنيات في بداية سيره على هذا الطريق، ومع اعتياده على الطريق، يبدأ يتخلى عن إبطاء السرعة، حتى يصل إلى أن يأخذ هذا الطريق بسرعته المعتادة.

وقالت هالة عبدالسميع، معلمة: أسافر على الطريق بشكل دوري، وغالبية الحوادث سببها السائقون، لا تلقو كل اللومٍ على الحكومة التي أنشأت الطرق التي تحوي منحنيات، ففي كل دول العالم طرق بها منحنيات، وربما أكثر خطورة من تلك التي لدينا، ولكن الأزمة في مدى التزام الأطراف المختلفة بالتعليمات والمعايير المحددة لهذه الطرق.

يقول نادي عبدالله، سائق من مركز إهناسيا: "الطريق الصحراوي الغربي عبارة عن مطبات وحفر كثيرة، نتيجة لسيارات النقل الثقيل المحملة بأكثر من حمولتها"، مشيرًا إلى أن تلك السيارات لا تلتزم بالسير في الجانب الأيمن من الطريق وتسير في منتصفه، مما حول حارتي الطريق إلى حفر متواصلة.

وأضاف أن الحوادث تزداد في ساعات الليل؛ نتيجة لعدم وجود إنارة في الطريق، ولكثرة المطبات، متابعا: «الحوادث أغلبها انقلاب للسيارات نتيجة السرعة الزائدة مع المطبات المتهالكة في الطريق».

وقال المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أن خطة المحافظة تشمل تطوير الطرق وتأهيلها لمنع تكرار حوادث السيارات، لافتًا إلى أنه شكل لجنة من الخبراء والمختصين في هذا المجال، من الإسعاف والمرور والطرق؛ للوصول إلى حل لإصلاح الطريقين الصحراويين الغربي والشرقي، بنطاق المحافظة.

وأضاف: وبالفعل تمت عدة إجراءات وحلول، منها تكثيف العلامات الإرشادية مزودة بفلاشر للتنبيه وتحديد الزوايا، وإلزام سيارات النقل بالحارة اليمنى من الطريق، ووضع علامات فسفورية على النيوجرسي بجانبي الطريق، وكذا علامات أرضية قبل وبعد النفق بالمنطقة، وتكثيف الحملات المرورية في هذه المنطقة مع توفير كاميرات مراقبة بالرادار للحد من سرعة السيارات، ويبقي الجزء الخاص بالسائقين المتمثل في إلزامهم بإتباع القواعد المرورية حفاظًا على أرواح المواطنين.
الجريدة الرسمية