رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا تفيد القمة العربية القدس؟


تمخض الجبل فولد فأرا، هذا ما يمكن أن نصف به اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي ناقش ليلة أمس قرار ترامب السيئ والباطل والمستفز بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة أمريكا إليها، باستثناء عقد قمة استثنائية عربية لم يتمخض هذا الاجتماع عن أي قرارات أخرى للأسف الشديد، نعم لقد تبارى المجتمعون في نعت قرار ترامب بأقذر الأوصاف واعتبروه قرارًا باطلا ومنعدمًا ولا قيمة قانونية له من ناحية الشرعية الدولية ووضع القدس فيها، لكن ذلك ما فعله كل دول العالم تقريبًا وكل أعضاء مجلس الأمن قبلهم باستثناء أمريكا بالطبع.


ونعم لقد قرر وزراء الخارجية العرب الذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار منه يدين قرار ترامب، لكنهم يعرفون أن أمريكا التي تملك حق الاعتراض لن تسمح بالطبع بإدانة نفسها، أما القمة العربية الاستثنائية فماذا ستفعل من أجل إنقاذ القدس وعقد القمة ذاتها ليس سهلا في ظل التمزق العربي الحالي، وقد ينيب العديد من القادة العرب الذين لا يريدون مقابلة بعضهم وزراء خارجيتهم في حضورها، أي أننا سوف نكرر اجتماع وزراء الخارجية العرب مرة أخرى.

إن وزراء الخارجية العرب لو كانوا تبنوا ما قاله على الأقل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط لكانوا قدموا شيئا مفيدا من أجل القدس، فهم لم يطالبوا دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ولم يعيدوا النظر في مسيرة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ورفض قيام أمريكا بدور الوسيط فيها والراعي لها بعد هذا الانحياز الفج لإسرائيل، ولم يتفقوا على أي إجراءات بحق أمريكا وإدارتها للضغط عليها حتى يتراجع ترامب عن قراره الباطل، ولم يتفقوا أيضًا على أي خطوة عملية لمساندة أهل القدس الشريف وحمايتها من عمليات التهويد المستمرة التي لا تتوقف، باختصار هم خذلوا القدس والفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في العالم، ولكِ الله يا قدس.
الجريدة الرسمية