رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صانعة السعادة.. وبوتين.. وترامب!


دائمًا ما تنجح كرة القدم فيما تخفق فيه السياسة.. بل لا أبالغ إذا قلت إنها تصلح ما أفسدته السياسة وتصنع البسمة على شفاه البشر، وتغمر القلوب بفرحة حقيقية ولذة تخفف كثيرًا من عناء الحياة اليومية لدى كثير من البسطاء، ولعلها تشبع الإحساس بالانتماء لدى كثير افتقدوه في حياتهم حتى صرنا نجد لديهم حماسًا منقطع النظير لفريق كرة القدم ونجومه أكثر مما نجده لحزب سياسي أو حتى لرموز وطنية أو سياسية في زمن تغييب الوعي وتشويش العقل.


ولا عجب والحال هكذا أن اتجهت الأنظار إلى قرعة مونديال 2018 المقرر إقامة نهائياته في روسيا التي نجحت في إبهار العالم بتنظيم حفل رائع للقرعة.. خرج آية في الجمال والفن وفي زمن قليل للغاية ونجح القيصر الروسي بوتين في جذب الأنظار إليه مجددًا، بعد أن أعاد روسيا إلى خريطة التأثير الدولي النشط في مجريات الأحداث العالمية خصوصًا في عالمنا العربي المُبتلى بالصراعات والتناحرات والخلافات والمؤامرات سواء على يد خصومه أو بيد حفنة من أبنائه.. وكانت نتيجة هذا كله أن استغل ترامب هذا الضعف والهوان للعرب والمسلمين وأعلن في سابقة هي الأولى من نوعها كأول رئيس لأمريكا الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وهو ما أغضب شعوب العالم أجمع التي اكتفت بالتنديد والصراخ.

قرعة المونديال وضعت منتخبنا في مجموعة روسيا البلد المضيف للبطولة، إلى جانب السعودية وأوروجواي ذلك البلد العريق كرويًا، حيث شارك في منافسات نهائيات المونديال نحو 12 مرة، فاز بها مرتين الأولى على أرضه عام 1930، وهي أول بطولة لكأس العالم والثانية في البرازيل إمبراطورة كرة القدم عام 1950، كما حقق 20 لقبًا رسميًا في بطولات عالمية مختلفة، وهو رقم قياسي يجعلنا نعمل لهذا الفريق ألف حساب ولا نفرط في التفاؤل أو التساهل.. المدهش أن تغيب أمريكا العظمى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا عن مونديال روسيا 2018، وهو ما لم يحدث منذ 30 عامًا، حيث أطاحت ترينداد وتوباجو بأحلامها في التأهل تمامًا كما أطاحت السويد بآمال إيطاليا التي خرجت هي الأخرى للمرة الأولى منذ 60 عامًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية