رئيس التحرير
عصام كامل

الجزائر: استعادة التضامن العربي والإسلامي ضرورة ملحة

فيتو

قال عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائرى: «إن اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، يأتى إثر الإعلان المؤسف والخطير الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».


وأضاف وزير الخارجية الجزائري: أن القرار جاء انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتعديا غير مسبوق على المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية التي تضمها مدينة القدس الشريف.

وقال مساهل خلال كلمته في الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية، إنه في الوقت الذي كانت فيه أنظارنا جميعا مترقبة لما يمكن أن تطرحه الإدارة الأمريكية من مبادرة جديدة لإحياء عملية السلام في المنطقة، يصدر عنها هذا القرار المؤسف مستهينة بتداعياته المباشرة على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره، وفي انحياز واضح للممارسات الإسرائيلية وسياساتها الاستيطانية وعدوانها على الشعب الفلسطيني لفرض سياسة الأمر الواقع.

وأضاف الوزير: هذا الوضع الدقيق يحتم علينا التأكيد على أن القضية الفلسطينية قضيتنا الجوهرية والعمل بجد للتصدي بقوة لهذا القرار ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني لإنهاء الغبن التاريخي الذي وقع عليه منذ اغتصاب أرضه وتاريخه ومقدساته، ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن قرارها والالتزام بالحياد الضروري الذي يقتضيه دورها ومسؤوليتها في رعاية عملية السلام في المنطقة.

وتابع: إن اتخاذ مثل هذا القرار الخطير في ظل الظرف الإقليمي المضطرب الذي تمر به المنطقة من شأنه أن يدفع نحو انفجار جديد للأوضاع لن يكون المجتمع الدولي في منأى عنه، بل سيفتح الباب على موجة جديدة من التوترات التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا وتنعكس بشكل سلبي على السلم والأمن الدوليين.

واستطرد: أمام هذا الوضع المقلق تجدد الجزائر التذكير بأن التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية مردها إلى فشل المجتمع الدولي في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية، بل إن تنكره لاستحقاقات تسوية هذا الصراع رغم كل الجهود والمبادرات التي قدمها الجانب العربي أدت إلى فشل مساعي إحياء السلام ووضع المنطقة مرة أخرى على شفا مرحلة جديدة ستكون تداعياتها وخيمة على الجميع.

وأوضح أن بلاده الجزائر تجدد موقفها الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في نضاله الباسل وحقه المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشددا على أن المواقف الدولية لهذا القرار، تؤكد مرة أخرى أن على المجموعة العربية العمل بشكل سريع وعاجل وبحث جميع السبل الممكنة لهيكلة هذا الرفض الدولي في خدمة جهود استعادة الحقوق الفلسطينية وخاصة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وباقي المنظمات الدولية والجهوية لدفعها نحو تحمّل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.

وشدد وزير الخارجية الجزائري على أنه يحتم علينا الظرف الدقيق الذي تمر به قضيتنا المركزية استعادة التضامن العربي والإسلامي الذي أصبح ضرورة ملحة تفرض علينا العمل على تجاوز كل الخلافات والصراعات الفرعية، من أجل ضمان الانسجام والتوافق الضروري لنصرة القضايا المركزية لعالمينا العربي والإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطنية.

واختتم: إن نجاح أي جهد للتصدي لهذه التحديات الخطيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية مرهون باستمرار صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقدرته على استعادة وحدته وانسجامه بتجسيد فعلي وسريع للمصالحة الفلسطينية وتجاوز كل الخلافات الجانبية بين الأشقاء الفلسطينيين واصطفاف الصفوف في سبيل قضيتهم العادلة.
الجريدة الرسمية