رئيس التحرير
عصام كامل

هل انتهى شهر العسل بين الإخوان وبريطانيا؟

فيتو

لم تكن انتقادات وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، استغلال الإخوان لما أسماه «مناخ الحريات في بريطانيا» مجرد تورية، وذر للرماد في العيون، بسب احتواء الأراض الإنجليزية لأكبر عناصر الجماعات الدينية تطرفا، لكنه كان خطابا حازما، يواجه ألاعيب جماعة الإخوان الإرهابية لأول مرة، ويربط بينها وبين الإرهاب بشكل مباشر.


ما الذي حدث؟

قبل أيام، كشف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عن علاقت خفية بين الإخوان، وبعض العناصر المتطرفة التي تقيم على الأراض البريطانية، وأشار بشكل واضح، إلى استعداد الجماعة، غض الطرف عن الإرهاب؛ ولم تكن التصريحات ارتجالية أو محاولة لتغطية العلاقات المتشابكة مع الجماعة، لكنه كان لقاء مهما مع دبلوماسيين وخبراء في وزارة الخارجية البريطانية، لتحذيرهم والتشديد عليهم بضرورة الانتباه جيدا لأنشطة الإخوان، وطالبهم بفصح طلبات أعضائها للتأشيرات سواء للدخول إلى بريطانيا أو الانتقال والعودة ارتكازا منها لأي مكان بالعالم، بجانب العمل الخيري والروابط الدولية التابعة للجماعة.

بدا واضحا أن وزير الخارجية البريطاني يدرك كيفيات ألعاب السيرك السياسي والدعوى التي تجيدها الإخوان منذ عقود مضت، لذا وصفها لرجاله بانها أكثر الجماعات الديينية دهاءً في العالم الإسلامي، خصوصا إجادتها في تطويع لوائح بريطانيا لصالحها، والجماعات التابعة لها، الأمر الذي يعتبره «جونسون» "غض الطرف عن إرهابها" مقابل مصالح لم يحددها، وإن كانت مفهومة ضمنا.

موقف قوي لأول مرة

يرى إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالإخوان، أن ما قاله وزير الخارجية البريطاني، لا يمكن اعتباره حادثا عرضيا لافتا إلى أنه أول موقف قوي تتخذه بريطانيا ضد الجماعة، مشيرا إلى استحواذ "جونسون" وثائق ثبت اتهاماته، في ظل المتابعة الدقيقة التي توليها «لندن» في مراقبة الجماعة الإرهابية وأخواتها.

ويؤكد الخبير في الحركات الإسلامية، أنهم نادوا كثيرا، وأشاروا إلى خطورة الدور الذي تلعبه الإخوان باعتبارها الجماعة الأم لكافة الحركات الإرهابية، وتطويعها للمتطرفيين خدمة لأهدافها في حربها الدائرة مع مؤسسات الدولة المصرية، موضحا أن مراكز الأبحاث الإنجليزية تنشط حاليا في تتبع خيوط علاقات الجماعة، واحتوائها للمتطرفين وتقديم لهم كافة سبل الدعم، كما تحميهم جيدا من الملاحقات الأمنية عبر دسهم بين صفوفها أمام سلطات البلدان الغربية، التي تقدم لها الدعم، وتعتبرها من الجماعات الإصلاحية التي لا تعادي العنف، وهي مزاعم غير صحيحة ولا علاقة لها بالحقيقة، بحسب "ربيع".

يذكر أن الإخوان، تمتلك علاقات واسعة في المملكة المتحدة، وتستطيع التلاعب بخيوط مراكز اتخاذ القرار هناك، وهو ما سمح لها بتفادي الضربة القوية التي وجهها لها تقرير السفير البريطاني السابق في الرياض، السير جون جينكينز عام 2014، بعدما اتهمها بالعنف والتطرف واعتبر الانضمام إليها بوابة وأرض خصبة لإنتاج عناصر إجرامية، تعيث في الأرض فسادا وإرهاب.
الجريدة الرسمية