رئيس التحرير
عصام كامل

شالوا ألدو..حطوا ترامب!!


صحيح لم يأت ترامب إلى البيت الأبيض عبر قنوات صهيونية معروفة، لدى الأمريكان بقوتها في صناعة القرار، وصحيح أنه لم يأت ممتطيا وسائل الإعلام المتعارف عليها بقدرتها الفائقة على تصدير مرشح الرئاسة الأمريكية إلى البيت الأبيض، وصحيح أنه جاء عبر وسائل الإعلام الاجتماعية قافزا فوق كافة الثوابت الشهيرة في صناعة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كل ذلك لا يغير من "ماكينة" صناعة القرار في الإدارة الأمريكية.

يأتى الرئيس كيفما شاء وشاءت إرادة الجماهير المسلوبة إرادتها عبر الكثير من الأمور، إلا أن حركة دورة الإدارة الأمريكية أقوي من أن يغيرها شخص، أو جهة، أو مؤسسة.. ماكينة صنع القرار الأمريكي متأصلة الجذور، ولها أدواتها التي لا يستطيع ترامب ولا غيره أن يغير حركتها أو أن يقاومها.. فمن يقاومها إما أن يقتل أو يخرج بفضيحة أو يصبح جزءا من سلة أكاذيب تحاك ضده.

عندما أراد كلينتون أن يغير من حركتها تسللت إلى الميديا فضيحة مونيكا، والتاريخ الأمريكي عبارة عن سلسلة من محاولات تغيير تلك الحركة.. تتغير الشخصيات تسقط إلى غير رجعة، وتبقى آلة الحكم في واشنطن على ما هي عليه، منذ أن فطن اليهود في أربعينيات القرن الماضي إلى الدور الذي ستلعبه القوة الجديدة في بلاد قامت على الإقصاء، والتهميش، والقضاء التام، على سكان الأرض الأصليين.

منذ هذا التاريخ واليهود يسيطرون بأدوات بدأت باجتماعات صغيرة داخل "لوبى" أحد الفنادق حتى أصبح لكل جنس "لوبى".. هكذا تشكلت جماعات الضغط، وهكذا ظل العرب كما هم رغم وجودهم مع المكتشفين الأوائل للقارة الجديدة، ظل السورى سوريا، والمصري مصريا، والخليجي خليجيا، لم نعمل هناك كعرب أصحاب قضية، وإنما عشنا ذات الخلافات التي نحياها في منطقتنا، انتقلنا ومعنا نفس معاركنا فضاعت أوطاننا عندما فقدنا القدرة على التأثير هناك في واشنطن، والقدس لن تكون المحطة الأخيرة التي يقدمها رئيس أمريكي بتوقيع لمن يديرون مصنع القرارات في أمريكا.

المثير أننا وأمام كل معركة انتخابية على رئاسة أمريكا، نتصور أن تغييرا كبيرا سيطرأ دون النظر إلى الثوابت التي تحرك الرئيس، وكل رئيس مهما علا قدره وارتفع شأنه. فبعد نجاح كل رئيس يتم تركيب شخصيته على قضبان صناعة القرار لا يحيد عنها، ولا يستطيع أن يفعل ذلك، لذا فالأمر لا يتعلق بترامب ولا غيره، وإنما يرتبط ارتباطا وثيقا بمؤسسات صناعة القرار، وهو الأمر الذي دفعني ذات يوم عندما تصور البعض أن نجاح ترامب يصب في مصلحة العرب وعبرت عن ذلك.. بأن الأمر يسير وفق "شالوا الدو..حطوا شاهين".. فلا ألدو كان قادرا على التغيير ولا شاهين يمكنه أن يفعل ذلك!!
الجريدة الرسمية