رئيس التحرير
عصام كامل

مشاهير «باقة وفيديو ولاب»


كنت قررت الانقطاع لبعض الوقت عن الكتابة حتى أستعد لامتحانات نصف العام الدراسي، لكن ما حدث ليلة أمس جعلني أريد أن أكتب قبل أن أنفجر بسبب انحطاط وتدني الأخلاق الذي وصلنا له، لا شك في أن شبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا ساعدت الكثيرين ليكتسبوا شهرة وانتشار من خلال نشر مقاطع فيديو لهم وللأنشطة التي يمارسونها يوميًا على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن للأسف جعلت البعض منهم يكتسب الغرور والحق في إهانة البعض لو انتقد أسلوبه أو محتواه، وكأنه نبي معصوم من الانتقاد أو الاختلاف في الرأي معه.


نشر أحد صانعي المحتوى على فيس بوك، فيديو له من ضمن مجموعة الفيديوهات التي يصنعها بصفة دورية، وكان الفيديو يناقش فكرة زوج تخبره زوجته برغبتها في العمل، فيعترض عليها بأسلوب ساخر ومضحك -من وجهة نظره-.. وقررت صديقة وهي بالمناسبة تعمل صحفية وزميلة بإحدى الصحف، التي كنت حتى أمس أحد متابعينه أن تنتقد فكرة الفيديو، فما كان من صاحب الفيديو إلا أنه أهانها، ولم تنتهِ الحادثة هنا.

بل انضم إليه بعض صانعي المحتوى الآخرين، وانهالوا عليها بالسباب والنقد، لكن لشكلها، وليس لأسلوبها، أو للكلام التي عبرت به عن رأيها. وهذا ما جعلني أتذكر موقفا حدث أيام الصحابة -رضي الله عنهم- والرسول -عليه الصلاة والسلام- عندما سخر بعض الصحابة من ساق أحد الصحابة عندما تسلق على النخلة ليجلب بعض التمر، وكان وقتها الحديث الشهير عن الرسول الذي ربما لا أتذكره بشدة لكن أذكر معناه، وهي أن رجل ذلك الصحابي، أثقل من جبل أحد عند الله.

لكن المشكلة الأكبر أنهم نسوا، أنهم تحولوا من مشكلة مع فتاة عبرت عن رأيها، وهذا لا أحد يعترض عليه إلا الذي لا يثق في قدراته، إلى مشكلة مع الخالق ذاته! متناسيين أنك في ذلك الموقف، تعيب من؟ الخلق أم الخالق؟؟

ربما مواقع التواصل الاجتماعي كونت صداقات بين كثيرين، لكن الصداقة التي تجعلك تظلم البعض أو تهينه، تلك صداقة ملعونة، صداقة لا فائدة فيها.

وأنا كأول شخص، أعتذر، أنني في يوم من الأيام، كنت من ضمن المتابعين لهؤلاء، وكنت أتمنى لو لم أعرفهم يومًا، لكن عندما تتحول شهرتك للعنة، وتستغلها أسوأ استغلال هي ومحتواك، فلا يشرفني أن أتابعك أو حتى قراءة اسمك حتى تعتذر، والاعتذار ليس ضعف، خصوصًا لو أنك تعلم مقدار حب الناس لك.

وكلمحة لطيفة وجدت الآن، أحد المسيئين نشر توضيحا لكل ما حدث، واعتذارا للفتاة، وهذا ما يدل على حسن نواياه، لكن ما زلنا في انتظار الآخرين.

ورجاءً، لا تجعلوا من الناس آلهة فكلنا بشر، وكلنا نضعف، لكن ليس جميعنا يعترف بضعفه وينسى أن فوق السموات إله مطلع على كل شيء، ويجب ألا ننسى قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ"، وتذكر أن كل ذلك النجاح ربما ينقطع، بمجرد عدم تجديد الباقة، أو دفع فاتورة الإنترنت.

الجريدة الرسمية