رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب.. وقضية المعلومات


سوف يظل الإرهاب (محليا وإقليميا وعالميا) قائما إلى ما شاء الله؛ يختفى حينا، ويعود للظهور أحيانا أخرى.. تتعدد شراسته ووسائله وآلياته من فترة إلى أخرى، ومن موقع هنا إلى مواقع أخرى هناك، وهكذا.. لذا لا بد أن تنمو وتتطور قدرات وإمكانات الدولة خلال هذه الأيام، والأيام المقبلة، حتى تستطيع أن تحرز تقدما ملموسا في المواجهة.. والأساس الذي يجب الاعتماد عليه هو ضرورة توافر المعلومات لدى مؤسسات الدولة المعنية، إذ بدون معلومات لن ننجح في توجيه ضربات استباقية للإرهابيين والقتلة، ومحاصرة الإرهاب وتحجيمه والحد منه، فضلا عن تجفيف منابعه..


والمطلوب أن يكون هناك تنسيق كامل بين أجهزة الأمن المختلفة، من حيث تبادل المعلومات (بكل تفاصيلها) ومناقشتها وتحليلها، والتوصل من خلالها إلى نتائج واضحة ومحددة، وما يقتضيه ذلك من لقاءات شبه يومية.. إن القاعدة الفقهية التي تنص على أن: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، تعنى بكل وضوح أن الوصول إلى قرار صحيح بشأن أي قضية ما، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال معلومات شاملة وكاملة ودقيقة عن هذه القضية، وبغير ذلك سوف نضرب في تيه ونتحرك على غير هدى.. ومن ثم، لا بد أن نسأل أنفسنا هل لدينا معلومات عن خطة الإرهابيين -ومن وراءهم- التي يتبنونها في هذه المرحلة، والمرحلة المقبلة؟ ما الوسائل والأدوات التي يستخدمونها وسوف يستخدمونها من أجل تحقيق أهدافهم؟

هل ثمة اتصال بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية المختلفة، وما حقيقة ونوعية وحجم هذا الاتصال؟ هل نشأت تنظيمات جديدة، وما عقيدتها وأفكارها وانتماءاتها وأعدادها، ومن أين تأتى بالمال والسلاح، وأين هي تلك المواقع التي تتدرب وتختبئ فيها، وهكذا؟ هل تمكنت الأجهزة الأمنية من تجنيد أكبر عدد ممكن من الأشخاص من ذوى القدرات والمهارات الخاصة للحصول على المعلومات المطلوبة من مصادرها وفى وقت قياسى؟ هل هناك تنسيق بين الأجهزة المعنية وأجهزة الإعلام المختلفة؛ من قنوات فضائية وإذاعية وصحف ورقية، بحيث يكون هناك ضمان في عدم إذاعة بيان أو خبر أو معلومة يمكن أن تستفيد بها التنظيمات الإرهابية، وبما يكون لها من تأثير سلبى على المستوى المجتمعى العام؟

لقد لوحظ أن بعض القنوات الفضائية، يتم من خلالها بث معلومات أو إجراء حوارات سيئة وغير مسئولة، وأرى من الضرورى أن يتم تنسيق أو تواصل مع هذه الفضائيات بشكل يجعلها تصب جهدها لصالح الأمن القومى لمصر.. نفس السؤال يمكن أن يخص التواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى (من أحزاب ونقابات وجمعيات طوعية).. هل لدينا خريطة مفصلة عن التركيبة الاجتماعية في مصر، بمحافظاتها ومدنها ومراكزها وقراها وكفورها ونجوعها، أم أن المعرفة مقتصرة على المحافظات أو المدن الكبرى فقط؟ ومن نافلة القول التذكير بأن معرفة التجمعات البشرية التي تمثل أماكن وبؤر صانعة للإرهاب من الأهمية بمكان.. ثم، هل هناك تنسيق كامل ومستمر ودائم بين الأجهزة المعنية لمصر مع نظيراتها في الدول العربية، من حيث تبادل وتداول المعلومات فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية؟

الجريدة الرسمية