رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلاح قبضايا يكتب: هجمة البرامج الصفراء

صلاح قبضايا
صلاح قبضايا

في جريدة الأحرار في ديسمبر عام 1997 كتب الدكتور صلاح قبضايا مقالا ينتقد فيه فوضى الفضائيات، وانتشار البرامج التي تتميز بالإباحية والخروج على المألوف قال فيه:


على مدى سنوات مضت كثر الحديث عن الصحف الصفراء، وعن عدم الالتزام بميثاق الشرف الصحفي، الذي شارك في وضعه المجلس الأعلى للصحافة بالتعاون مع نقابة الصحفيين.

وقد تراجع توزيع الصحف التي اعتمدت على الإثارة الجنسية ونشر الصور الفاضحة، وثبت عزوف القراء عن شراء تلك الصحف لتحل محلها رقصات الفيديو كليب وبعض البرامج التي تذيعها فضائيات عربية، تبث من المنطقة الحرة في مصر، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم البرامج الصفراء.

وكما كانت الصحف الصفراء تلجأ إلى الأخبار المجهلة والمفبركة، فقد اعتمدت البرامج الصفراء على الإثارة الجنسية، وافتعال القصص الوهمية، واستخدمت في ذلك فتيات وعناصر شبابية تؤدي أدوارا كاذبة مقابل أجور مدفوعة، ولابد أن نعترف بكثير من الأسف أن نسبة كبيرة من المشاهدين أصبحت تقبل على مشاهدة هذه البرامج الصفراء، والعجيب أن معظمهم يصدق ما يراه، ويعتبره حقيقة واقعة دون أن ينتبه إلى حقيقة الفبركة المصطنعة، التي أجاد القائمون عليها تمثيل أدوارهم الكاذبة والتخلي تماما عن المصداقية.

والأكثر عجبا أن المعلنين أقبلوا على إذاعة إعلاناتهم التجارية بين فقرات تلك البرامج الصفراء، للترويج لأنفسهم والدعاية لبرامجهم وبضائعهم، حتى أصبحنا أمام موقف يستوجب المواجهة كما حدث بالنسبة للصحف الصفراء، التي تراجع الإقبال عليها تدريجيا، لكن التصدي للبرامج الصفراء يجب أن يتم دون المساس بحرية التعبير، ودون فرض الرقابة على البرامج التليفزيونية، خاصة أن تلك البرامج تبث من المنطقة الحرة، وتحكمها عقود تجارية مع شركات الأقمار الصناعية، وهذه هي المعادلة الصعبة التي يجب الاجتهاد في حلها بعيدا عن فرض الرقابة التي أصبحت مستحيلة.

وأظن أن الحل المتاح لهذه المعادلة الصعبة هو التوعية بكذب تلك البرامج، وفضحها والإعلان عن تفاهة وسذاجة كل من يقبل على مشاهدتها، وإدانة كل من يدفع لها مقابل إذاعة إعلاناته التجارية بين فقراتها، ونسأل الله العافية لنا والمشاهدين.
Advertisements
الجريدة الرسمية