رئيس التحرير
عصام كامل

«عين ترى وقدم لن تصل».. حكاية فلسطيني ممنوع من دخول القدس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صباح اليوم الخميس، استيقظ الشاب الفلسطيني عادل خليل من نومه، بعد ليلة حزينة عاشها عقب إعلان الرئيس الأمريكي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

حزم خليل ــ الذي يعيش في رام الله على بُعد كيلو مترات قليلة من الأقصى ــ حقائبه مستعدا للدخول إلى باحة الأقصى والمشاركة في الإضراب العام، تنديدا بقرارات الرئيس الأمريكي، لكنه اصطدم بمنعه من الدخول إلى القدس: "شعور بالعجز يتملكك حين تصل إلى حاجز "قلنديا" الفاصل بين مدينة رام الله والقدس المحتلة، ويخاطبك الجندي الإسرائيلي "ليخ" وهي كلمة عبرية تعني "ارجع"، عندها تجتاحني خيبة الأمل في لقاء المدينة المقدسة التي أَغيب عنها قهرًا منذ سنوات، بسبب بناء سلطات الاحتلال جدارا إلكترونيا يرتفع نحو 8 أمتار في محيط المدينة ويحاصر أحياءها".

تتحكم السلطات الصهيونية في المعابر ومداخل المدينة المقدسة، تمنح هذا تصريح الدخول وتحجب هذا عن أقصاه، يتساءل المقدسيون عن السبب تأتي الإجابة مطاطية "لدواعِ أمنية".
 
قضى عادل ما يزيد على 35 عاما بين جدران القدس وأزقتها تجول في شوارعها وتزوج وأنجب نجله "آدم"، يروي كيف مُنع من العودة إلى منزله مرة أخرى: «آخر مرة دخلت فيها القدس قبل 4 سنوات على الرغم أنها تبعد عن مكان سكني الحالي العديد من الكيلو مترات، كل محاولات الدخول إليها باءت بالفشل».

يروي خليل المعاناة التي يعيشها مع سلطات الاحتلال: "يرفض الاحتلال منحي ومنح عشرات آلاف الفلسطينيين تصاريح دخول إلى القدس بذريعة "مرفوض أمنيًا" هذه الذريعة يضعها الاحتلال بسبب وبدون سبب على فئات الشباب، بالتحديد حتى يتم عزلهم عن المدينة المقدسة في محاولة منه لفك ارتباطهم التاريخي والديني والسياسي والجغرافي مع المدينة، مصاعب عديدة يواجهها الراغبون في الولوج إلى القدس مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي «حتى لمن يسمح لهم بالدخول إلى القدس ينتظرون لساعات أحيانًا بطريقة مذلة، حيث يصطفون عبر جدار سلكي عرضه أقل من متر يشبه "حظيرة" الأغنام في انتظار تفتيش كل واحد منهم عبر بوابات إلكترونية، لا ينتهي الأمر عند ذلك الحد، فالغضبُ الكامن في نفوس الفلسطينيين ليس من فراغ، المعاناة تتفاقم حين يكون من بين المصطفين عبر طوابير الدخول مرضى ذاهبين لتلقي العلاج في مستشفيات القدس أو عمال ذاهبين للعمل داخل المدينة منذ ساعات الصباح الباكر".

سماع صوت طلقات النار بين لحظة وأخرى ليس بالأمر الجلل في الداخل الفلسطيني، منذ نعومة أظافره تربى المقدسي على صوت الطلقات، إذ يواجه المارون عبر الحاجز العسكري خطر إطلاق النار عليهم، فهناك العديد من المواطنين استشهدوا على الحاجز جراء إطلاق النار عليهم من قبل جنود الاحتلال بذريعة اقترابهم من الجنود لطعنهم، إلا أن الصور وشهود العيان كانوا يؤكدون أن عملية القتل تمت بدم بارد ولم يحاولوا الطعن أو تهديد حياة الجنود.
الجريدة الرسمية