رئيس التحرير
عصام كامل

40 قرية بدون تعليم والمدارس خالية من المُعلمين في الدقهلية (فيديو)

فيتو

تدق الساعة السابعة صباحًا، يبدأ أولياء الأمور في إيقاظ أبنائهم من أجل ذهابهم إلى المدرسة لإلحاقهم باليوم الدراسي الجديد، يذهبون إلى المدرسة حاملين حقائبهم على ظهورهم، بداخلها عدد من الكتب التي ترسم لهم مستقبلهم القريب يدخل الطلاب المدرسة، يصطفون في طابور الصباح ثم يقوموا بأداء تحية العلم، ويصعدون إلى فصولهم لكي تبدأ معاناتهم اليومية، وهى البحث عن معلم لهم.


في قرى الوحدة المحلية بالحفير الذي يبلغ عددهم 40 قرية تابعين لمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، معاناة يومية تتجدد كل يوم لطلاب المدارس في جميع المراحل التعليمية، بسبب العجز الشديد في المعلمين.

تفقد حاتم قابيل نائب رئيس مدينة بلقاس، مدرسة ابتدائية بقرية 53 وفوجئ بوجود 4 مدرسين فقط للتدريس لـ 12 فصلا، يضمون 593 تلميذا، وقاموا بدمج الفصول لمحاولة تجاوز المشكلة مما أدى إلى تكدس التلاميذ بالفصول وجلوسهم على الأرض.

وبسؤال ماهر بركات مدير إدارة التربية والتعليم في مدينة بلقاس، نفى الواقعة، وأكد أنها ليست صحيحة ومصطنعة من أجل الشو فقط، وأنه لا يوجد بالمدارس عجز بالمدرسين، وأن المشكلة الوحيدة المتواجدة هي تكدس الطلاب في الفصول فقط؛ بسبب كثرة عدد الطلاب، مؤكدا على استمرار الأيام الدراسية دون أي مشكلات.

انتقل محرر«فيتو» إلى قرية 53 التي تبعد عن مدينة المنصورة بمدة تتجاوز ساعتين ونصف الساعة، فهى قرية من ضمن 40 قرية لم يهتم المسئولون بهم، ويعمل معظم أهلها في الزراعة، لم يتمكن أحد من الذهاب خارج القرى بعد أذان العصر؛ لعدم وجود سيارات تمر بالطرق بعد ذلك الوقت.

في مدرسة 53 الإعدادية، المحيط بها مركز شباب صغير للقرية، يعد هو المتنفس الوحيد لأهلها، لوجود به عدد من آليات الترفيه لديهم، عندما تدق قدمك بداخل المدرسة تستمع إلى صوت يتساءل: «إلى أين أنت ذاهب».. تشعر بأنك في مكان لا يخلو من الانضباط، ولكن بعد الجلوس فيه لفترة بسيطة، لن تشعر بأنك داخل مدرسة، بل تجلس في الشارع، طلاب يسيرون في جميع أنحاء الطرقات؛ لعدم وجود معلمين في الحصص الدراسية، ويتم سد العجز بضم الفصول لبعضها البعض ويقوم مدرس واحد بشرح اليوم الدراسى للطلاب بأكمله، ثم يتم السماح لهم بالخروج قبل الساعة الحادية عشر صباحا قبل الموعد الرسمى بأكثر من ساعتين.

ويقوم المعلمون بالمدرسة بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات عديدة من أجل تحديد يومين أو ثلاثة لكل منهم؛ للحضور إلى عمله في المدرسة، وذلك لبعد المسافة عن مكان إقامته، والذي يتجاوز 5 ساعات سفر يوميا.

وأكد أحد المعلمين بالمدرسة أن العجز المتواجد بسبب عدم التوزيع الجيد للمدرسين، موضحا أنه يسكن في مدينة ميت غمر تبعد عن المدرسة قرابة الـ3 ساعات سفر، ويحتاج ذلك إلى مجهود ومصاريف تنقلات تتخطى الـ 40 جنيها يوميا، مشيرا إلى أنه يتقاضى مرتب 1400 جنيه فقط، فلابد من تقسيم الأيام مع زملائي، وأتغيب 3 أيام في الأسبوع.

كما طالب مسؤلو التعليم بتوزيع المعلمين في الأماكن المحيطة بهم من أجل سهولة الذهاب إلى عملهم وعدم التقصير فيه، مؤكدا أن السبب الرئيسى في تقصير المعلمين في العمل بقرى الحفير هو بعد المسافة التي تتطلب السفر إليها يوميا أكثر من 5 ساعات ذهابا وإيابا.

لم يختلف الأمر كثيرا في القرى الخاصة بالحفير، فأصبح الطلاب في جميع المراحل التعليمية لم يتمكنوا من التعليم بداخل المدارس لعدم وجود مدرسين، وأكد عدد من الأهالي أنهم قاموا بإرسال الكثير من الشكاوى ولكن دون جدوى، مؤكدين أن عددا من أبنائهم وصلوا إلى المرحلة الإعدادية ولا يجيدون القراءة والكتابة.

فيقول محمد ثابت أحد الطلاب في الصف الثالث الإعدادي: "أذهب إلى المدرسة كل يوم ولا أجد مدرسين وعدد الحصص 4 فقط، ولا نأخذ شيئا ولا نشعر بأي استفادة وأحيانا يطالبنا المعلمون بعدم الوجود داخل المدرسة، مؤكدا أنه وصل سنه إلى 15 عاما، ولا يتمكن من القراءة والكتابة، وجميع زملائه كذلك.

كما أكد أحمد عبيد الطالب في الصف الثاني الإعدادي، أنه لا يتمكن من القراءة والكتابة أيضا كباقي زملائه، وذلك بسبب عدم وجود مدرسين يأتون لهم في المدرسة، ويقضون اليوم الدارسى أحيانا داخل فناء المدرسة.

ومن جانبه قال على عبد الرؤوف، وكيل وزارة التربية والتعليم في الدقهلية، أنه سيتم تشكيل لجنة لفحص الأمر، مؤكدا أنه لن يتم التهاون مع المقصرين، وسيتم إزالة جميع العقبات من أجل العمل على تعليم الطلاب.
الجريدة الرسمية