رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليلة زنا ترامب بكرامة العرب


كأنه في حفل زفاف خاص، مفتوح على جمهور من السكاري المغيبيين في الشرق الأوسط، عدا إسرائيل بالطبع. كأنه عريس في ليلة الزنا بالعرب. كأنه سيضاجع كرامة كل زعيم منسوب إلى العروبة. كأنه يبذر منى إسرائيل في رحم الساسة العرب، مضي، بثبات وجبروت، وحماس، الرئيس الأمريكي مقاول حلب ونهب واستغفال أمة من الحمقى والمغفلين السياسيين، إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو الإسرائيلي، بل ويتباهى بكل حرف يلفظه، كيف تخاذل أسلافه من كل من حكموا أمريكا عن الاعتراف بالحقيقة الواقعة، وهي أن إسرائيل دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تكون لها عاصمة، ولقد قرر بنفسه أن يسلم لإسرائيل هذه العاصمة، معترفا بما لم يعترف به أحد في العالم، بدوله ومنظماته. وقرن الاعتراف بأنه أصدر توجيهاته بالتجهيز لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبلغ الفجور مداه إذ نبه إلى أن هذا القرار لا يعنى التخلي عن سعي أمريكا والتزامها بإقامة سلام تاريخي وبحل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية.


القرار يرفضه العالم أجمع، الغربي والشرقي، والعربي، ومع ذلك فإن هذا الرجل الذي اعتبره العالم متهورا أحمق، كان عقلانيا بليغا وهو يقدم مسوغات قراره، بل وبلهجة العاشق لإسرائيل التي دعا الله إلى مباركتها ومباركة الفلسطينيين وأمريكا في نهاية كلمته، التي يمكن اعتبارها قنبلة زنة ألف طن، انفجرت لتوها في أرض العرب والمسلمين، وبدم أمريكي رسمي بارد، دون أي اعتبار لمليار وأكثر من المسلمين. 

أسقط ترامب كل القوانين والمعاهدات الدولية، وداس على توقيعات وضمانات الدولة الأمريكية. بهذا القرار تفقد أمريكا شرفها لدينا، وتتضاعف مشاعر الكراهية لها، وتمنح المتطرفين شرعية وتعاطفا، وتوسع من قواعدهم وتمدهم بأسباب مقنعة للعدوان، وارتكاب أعمال الإرهاب، ولسوف يكون الضحايا كالعادة من المسلمين يذبحهم مسلمون لأسباب أمريكية وإسرائيلية، وبسلاح أمريكي بأموال عربية!

نحن نعيش عصر العار العربي بكل مقاييس العار وفضائحه، ولو أن هذا الرجل كان يحمل أي ذرة من احترام لأي زعيم عربي أو لشعوب العرب أو المسلمين ما خرج علينا ببيان الاعتراف بمدينة هي موضع التكريم والتقديس لدى الملايين من المسلمين والمسيحيين، ولما خرج علينا يستغفلنا بأنه سيلتزم بتسهيل إحلال السلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. ولقد تابعت البيان على الـ CNN ولاحظت استخدامه كلمة facilitate وهي تعنى أن "يسهل" ولا تعنى الانخراط، بل التوسط ونقل وجهات النظر وتيسير أسباب التوصل للسلام الكاذب!

هذا ما فعلته بنا مؤامرة الخامس والعشرين من يناير في مصر، وحريق المجحوم بوعزيزي في تونس، وما فعلته بنا المعارضة المسلحة في سوريا، وما فعلته فينا إيران في اليمن، وما فعلته ثورة الترامادول بالدولة الليبية، وهذا كله حصاد الربيع العبري ايها الأغبياء والعملاء والحمقي.

خليط من هؤلاء، وحكام مترددون، وفيهم خونة وعملاء، وضعونا تحت حذاء رئيس مقامر وتاجر وفاجر، وفاشل! أفضل من فهم هذا الرجل هو الزعيم الكوري الشمالي، الذي ألجمه وأخرسه بصواريخه الباليستية. القوة تعطي المنعة وتحمي السلام، والضعف يغري بالعدوان.
والآن ماذا انتم فاعلون يا عرب؟!
لا تبذلوا جهدا، فقط استدعوا بيانات الشجب واللطم والعويل وشق الجلابيب، واهالة التراب على الرءوس، بالنهار، ولما يجن الليل، ارتدوا بدلات الرقص وتزينوا بالأصباغ، وادخلوا فراش السيد الأمريكي!
Advertisements
الجريدة الرسمية