رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرجل الواقف خلف مذيعي التوك شو!


كان لافتًا للنظر ليلة الخميس الماضي، تدني لغة الحوار في برامج التوك شو تجاه الفريق أحمد شفيق؛ لأنه خرج وتجرأ وتكلم للإعلام؛ لأن معظمهم تعود على الكلام الساكت من الكبار، وبالتالي هم غير متحسبين وغير مؤهلين للتعامل مع الموضوع بوضوح، ولم يجدوا ما يذبحوا به الرجل سوى أن قناة "الجزيرة" هي التي أذاعت بيانات شفيق، على طريقة الرجل الذي أبلغوه أن زوجته تخونه مع الكهربائي فأقسم لهم أن هذا الرجل لا يفهم في الكهرباء، وتواصلت حملة الاغتيال المعنوي ربما بنفس المفردات، حيث كان الملقن يتنقل بسلاسة من برنامج لآخر، وبالتزامن مع التوك شو خرجت اللجان الإلكترونية في حالة هياج تنتصر للإمارات ضد شفيق وتعتذر بتزلف رخيص أن شفيق لم يقدر الاستضافة من مأكل ومشرب، بينما لم تجرؤ قناة واحدة على إذاعة البيان قبل الجزيرة وكان متوفرًا على موقع رويتر، وعندما عاد شفيق وتكلم استدار نجوم العلب الليلية كعادتهم وأصبح هو شفيق الذي يعرفونه وأصبح مرحبًا به في بلده..


وعرفنا من محامية الرجل أن الذين عابوا عليه ظهوره في الجزيرة هم أنفسهم الذين رفضوا أي مداخلة له ولمحاميته، وبدت المقارنة منطقية وحاضرة بين موقف اللبنانيين والإعلام اللبناني مما حدث مع سعد الحريري في السعودية من نصرته والضغط محليا ودوليا للإفراج عن الحريري بتشكيل ظهير شعبي وإقليمي ودولي لمواجهة ولي العهد السعودي، مما دفع العالم للسؤال والاستفسار والذهاب للرياض لحماية الحريري، بل إن وزير الخارجية اللبناني قام بجولة أوروبية وقام الرئيس عماد عون باتصالات دولية وتصريحات مؤيدة للحريري، مما اضطر الرياض للإفراج عنه، بينما وقفت القاهرة الرسمية كــ"شاهد ماشفش حاجة" تستمع مع الجمهور لتغريدات السيد قرقاش وسبة لشفيق والمن عليه بالاستضافة في سلوك لا يليق بأي لغة دبلوماسية أو بدولة كالإمارات، بل إن مذيع أحد البرامج راح يؤلب ويطالب أبوظبي بطرد الرجل فورًا على أقرب طائرة عند الفجر، وقامت زوجته في القناة الأخرى بالسخرية من إذاعة قناة "الجزيرة" بيان شفيق وهي التي ظلت تعمل مراسلة لها سنوات..

ثم إن من ظلوا يؤيدون شفيق سنوات انقلبوا لمجرد إعلانه الترشح وفقا لخطة المنع من المنبع لأي منافس في الانتخابات، وكأنها استفتاء أو "استنخاب" وليس انتخابات، ذلك أن من يديرون المشهد ينتمون لعصر الاستفتاء ولم يدخلوا بعد عصر المنافسة الانتخابية وفقًا للدستور، وإذا كان صحيحًا أن سعد الحريري تصرف بعقلانية وحنكة سياسية وتصريحات محسوبة، فإن من الصحيح أيضًا أن مشهد شفيق كله من الألف للياء كان مجردًا ومنزوعًا من السياسة والكياسة، غير أن هناك أيضًا بعض الحقائق التي لا يعلمها سوى شفيق ومستضيفه والرجل الواقف خلف مذيعي التوك شو، والرجل الثاني الذي يدير المشهد الإعلامي بغشومية فجة، والمتخصص في إصابة الجميلات بالعمى بدلا من تكحيلهن هو وائتلاف الدببة المنتشر بطول المؤسسات الرسمية وعرضها، ويمكن رصد الارتباك الذي يحدثه بمهارة الرجل الواقف خلف مذيعي التوك شو في أي أزمة، وهي نتيجة طبيعية عندما يتحالف الجهل مع الغباء، وكان ببعض المهنية والمنطق وأد تلك الفتنة ببساطة بأن تقوم أي قناة بالاتصال بشفيق لأخذ رأيه وضرب انفراد الجزيرة، لكنَّ أحدًا منها لم يجرؤ خوفًا من تأويل ذلك بأنه يعطي له منصة للدفاع عن نفسه قبل أن تنتهي عملية الاغتيال المعنوي، ويصبح أي كلام له غير ذات جدوى ولا يحد أي آذان تسمعه..

وخلال ذلك لم يعط أحد لنفسه أو لقناته الفرصة للعقل والتريث، خاصة أن الجميع لا يعرف حقيقة ما جرى؛ لأن شفيق ليس بهذه الحماقة لكي يحرق كل أوراقه في لحظة اندفاع غير محسوبة، حتى وإن صور مريدوه أنه ضرب كل العصافير بحجر واحد، غير أن بيان الترشح الثالث الذي أعلن الرجل فيه البرنامج الأول جاء مهزوزًا مضطربًا لا يليق بمرشح لرئاسة مصر، ويريد أن ينافس بجد ويثبت أن شفيق يتصرف برعونة وبردود أفعال غير محسوبة بدقة، وهي صفات لا تؤهله لرئاسة نادٍ وليس دولة بحجم مصر؛ وربما ذلك لضغوط نفسية وربما بحكم السن.

وطالما نحن في مجال مقارنات فالأمر المؤكد أن مبارك كان الأشجع والأفضل كمقاتل ورئيس يعرف حجم البلد الذي كان يرأسه، فقد رفض عدة عروض من الإمارات والسعودية والكويت، بل إن المجلس العسكري أبدى موافقته وهو الذي رفض وفضل الذهاب لشرم الشيخ والمحاكمات والسجن على أن يلجأ لدولة تمن عليه وتعايره باستضافته.
Advertisements
الجريدة الرسمية